الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1434 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب ، حدثنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا عبد الرزاق ، قال : قال معمر : قال الزهري : أخبرني عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم فذكروا قصة الحديبية ، وما كان من عروة بن مسعود الثقفي قالا : " ثم جعل عروة يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ صاروا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له " [ ص: 105 ]

قال : فرجع عروة إلى أصحابه فقال : " أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك ، وقدمت على قيصر ، وكسرى ، والنجاشي والله ، إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله ، إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له " .


وروينا في حديث بريدة قال : " كنا إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نرفع رؤوسنا إليه تعظيما له " .

وروينا في حديث البراء بن عازب في قصة الجنازة قال : " فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وقد ذكرنا إسنادهما في آخر كتاب المدخل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية