الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1419 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا أحمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن يوسف ، قال : ذكر سفيان ، عن منصور بن صفية ، قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول : الحمد لله الذي هداني إلى الإسلام ، وجعلني من أمة محمد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شكرت عظيما " ، ومر برجل وهو يقول : يا أرحم الراحمين .

فقال : " قد أقبل عليك فسل .


قال البيهقي رحمه الله : " ودخل في جملة محبته صلى الله عليه وسلم حب آله ، وحب أقربائه الذين حرمت عليهم الصدقة ، وأوجبت لهم الخمس لمكانهم منه ، فقد ذكرنا في كتاب الفضائل في قصة العباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي " .

وقد مضى في حديث ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وأحبوا أهل بيتي لحبي " .

ويدخل في اسم هذا البيت أزواجه . قال الله عز وجل : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ) [ ص: 87 ]

فأبانهن من نساء العالمين في الفضيلة ، ثم ساق الكلام إلى قوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

فالظاهر أنه أرادهن بذلك ، وإنما قال : عنكم بلفظ الذكور ؛ لأنه أراد دخول غيرهن معهن في ذلك ، ثم أضاف البيوت إليهن ، فقال : ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) .

وجعلهن أمهات المؤمنين ، فقال : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .

وجعل حرمة الزوجية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم باقية ما بقين ، فقال : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) الآية .

فعلينا من حفظ حقوقهن بعد ذهابهن بالصلاة عليهن ، والاستغفار لهن ، وذكر مدائحهن وحسن الثناء عليهن ما على الأولاد في أمهاتهن اللاتي ولدنهم ، وأكثر لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة فضلهن على غيرهن من نساء هذه الأمة " .

وقد روينا عن أبي حميد الساعدي ، أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد " .

وقال في حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى [ ص: 88 ] إذا صلى علينا أهل البيت ، فليقل : اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .

وقد ذكرنا ذلك وما ورد في فضلهن في " كتاب الفضائل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية