الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الواجب في الصلاة واجبة " وأما خارج الصلاة فقد قال الحليمي رحمه الله : " قد تظاهرت الأخبار بوجوب الصلاة عليه كلما جرى ذكره ، فإن كان يثبت إجماع يلزم الحجة بمثله على أن ذلك غير فرض ، وإلا فهو فرض [ ص: 150 ] على الذاكر والسامع ، وخروجها في التشهد الأول عند ذكره على وجهين : أحدهما : أن يكون واجبا لأجل ذكره لا لأجل الصلاة كما يجب على المسبوق ببعض الصلاة - لأجل اقتدائه بالإمام - ما لا يجب عليه لأجل الصلاة .

والآخر : أن يقال : إن الصلاة حال واحدة ، فإذا ذكر المصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يصل عليه حتى يتشهد في آخر الصلاة فصلى عليه أجزأ ذلك عن الفرض وعما مضى من ذكره " وأطال الحليمي رحمه الله الكلام في هذا الفصل . " وأما الصلاة على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أكثر أصحابنا ذهبوا إلى أنها غير واجبة " .

وقد سمعت أبا بكر محمد بن بكر الطوسي الفقيه يقول : سمعت الأستاذ أبا الحسن الماسرجسي ، يقول : سمعت أبا إسحاق المروزي يقول : " أنا أعتقد أن الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في التشهد الأخير من الصلاة " . [ ص: 151 ]

قال البيهقي رحمه الله : " وفي الأحاديث التي رويت في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كالدلالة على صحة ما قال - والله أعلم .

واختلفوا في آل النبي صلى الله عليه وسلم " فذهب الشافعي رحمه الله في رواية حرملة إلى أنهم بنو هاشم ، وبنو عبد المطلب الذين حرمت عليهم الصدقة ، وجعل لهم سهم ذوي القربى من خمس الفيء والغنيمة " استدلالا بما روينا في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال : " إن هذه الصدقة لا تحل لمحمد ، ولا لآل محمد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية