الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1486 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد ، حدثنا هشام بن علي ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى أتى بكبشين أقرنين أملحين موجوءين ، فذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ، ويذبح الآخر عن محمد ، وعن آل محمد " [ ص: 152 ]

وفي هذا دلالة على أن اسم الآل للقرابة خاصة لا لعامة المؤمنين ، والحديث الذي روي في الآل أنه " كل تقي " فإنه إنما رواه نافع أبو هرمز ، عن أنس بن مالك مرفوعا ، وأبو هرمز ضعفه أهل العلم بالحديث ، وتركوه . وقد حمله الحليمي رحمه الله على كل تقي من قرابته ، وأما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن اسم أهل البيت لهن تحقيق وقد سمين آل النبي صلى الله عليه وسلم تشبيها بالنسب .

وقد روينا في الحديث الثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنما يأكل آل محمد من هذا المال " .

وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض " .

وقالت : " إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهرا ما نستوقد بنار " .

وعن أبي هريرة أنه قال : " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام حتى قبض " .

وإنما أراد بذلك أزواجه ، فدل ذلك على دخولهن في اسم الآل ، [ ص: 153 ]

وروينا في حديث أبي حميد الساعدي في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تسمية أزواجه عند الصلاة عليه ، فدل ذلك على دخولهن في الصلاة عند الصلاة على الآل ، والله أعلم .

ومما يدخل في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقابل قول يحكى عنه ، أو فعل به يوصف أو حال له يذكر بما يكون إزراء به . ولا يسمى بشيء من الأسماء التي هي في متعارف الناس من أسماء الصعة ، فلا يقال - كان النبي فقيرا ، ولا يقال إذا ذكرت مجاعة أو شدة لقيها - مسكين كما يقال ذلك في مثل هذه الحال لغيره ترحما وتعطفا عليه ، وإذا قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب كذا ، لا يقابله أحد بأن يقول : أما أنا فلا أحبه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية