الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1406 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا بشر بن بكر ، حدثنا الأوزاعي ، ح .

وأخبرنا أبو عبد الله ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا هقل بن زياد ، عن الأوزاعي ، حدثني أبو عمار ، حدثني عبد الله بن فروخ ، حدثني أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع " [ ص: 71 ] وفي رواية بشر : أنا سيد بني آدم وقال : " تنشق عنه الأرض " .

رواه مسلم في الصحيح ، عن الحكم بن موسى .

قال الحليمي رحمه الله : " ولأن شرف الرسول صلى الله عليه وسلم ، بالرسالة ونبينا خص بأشرف الرسالات ، فعلمنا بذلك أنه أشرف الرسل .

والدليل على أن رسالته أشرف الرسالات أنها نسخت ما تقدمها من الرسالات ، ولا تأتي بعدها رسالة تنسخها ، وإلى هذا أشار ربنا جل ثناؤه فيما وصف به كتابه أن قال : ( وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .

فقيل : معناه : ليس فيما تقدمه ما يكذبه ، ولا يأتي بعده ما يدفعه ، وفي هذا ما دل على أن هذه الرسالة أفضل الرسالات فصح أن المرسل بها أفضل الرسل ، والله أعلم .

ومنها : أن الله تعالى أقسم بحياته ومعقول أن من أقسم بحياة غيره فإنما يقسم [ ص: 72 ] بحياة أكرم الأحياء عليه ، فلما خص الله نبينا صلى الله عليه وسلم من بين البشر بأن أقسم بحياته فقال : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .

بان أنه أفضلهم وأكرمهم .

وإقسامه بالتين والزيتون وطور سنين وغير ذلك يدل على فضله على من يدخل في أعداده ، كذلك إقسامه بحياة محمد صلى الله عليه وسلم يدل على فضله على من يدخل في عداده .

ومنها : أن الله تعالى جمع له بين إنزال الملك عليه وإصعاده إلى مساكن الملائكة وبين إسماعه كلام الملك ، وإراءته إياه في صورته التي خلقه الله عليها وجمع له بين إخباره عن الجنة والنار ، واطلاعه عليهما فصار العلم له واقعا بالعالمين : دار التكليف ودار الجزاء عيانا . وبسط الكلام فيه .

وهذا بين في الأحاديث التي ذكرناها في معراج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي في الحادي عشر والثاني عشر من كتاب دلائل النبوة .

ومنها : أن من ينزل عليه الملك كرامة له إذا كان أفضل ممن لا ينزل عليه وجب أن يكون من ينزل عليه فيتجاوز مكالمته إلى مقاتلة المشركين عنه حتى يظفره الله عليهم أفضل ممن لا يكون من الملك إلا إبلاغ الرسالة إياه ثم الانصراف عنه ، ومعلوم أن هذا لم يكن إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم فينبغي أن يكون لذلك أفضل الأنبياء صلى الله عليه وسلم .

وقد ذكرنا نزول الملائكة لقتال المشركين يوم بدر في كتاب دلائل النبوة ، وهو في كتاب الله مذكور .

فإن عورض هذا بسجود الملائكة لآدم صلى الله عليه وسلم ، فالسجود كان لله عز وجل عند خلق آدم " والذي يدل عليه الحديث الذي :

التالي السابق


الخدمات العلمية