الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1446 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، ح [ ص: 115 ]

قال : وأنا أبو عبد الله بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، أخبرنا أبو النعمان محمد بن الفضل ، قالا : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم العدوي ، عن أبي برزة الأسلمي ، أن جليبيبا كان امرءا من الأنصار كان يدخل على النساء ويتحدث إليهن قال أبو برزة : فقلت لامرأتي : اتقوا الله لا يدخلن عليكن جليبيب ، قال : وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم لرجل من الأنصار : " يا فلان زوجني ابنتك " . قال : نعم ونعمة عين ، قال : " إني لست لنفسي أريدها " . قال : فلمن ؟ قال : " لجليبيب " . قال : يا رسول الله ، حتى أستأمر أمها .

فأتاها فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت : نعم ، ونعمة عين ، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنه ليس لنفسه يريدها ، قالت : فلمن ؟ قال : لجليبيب ، قالت : حلقي ، ألجليبيب إنيه ؟ ألجليبيب إنيه ألجليبيب إنيه لا لعمر الله ، لا أزوج جليبيبا ، فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت الفتاة من خدرها : من خطبني إليكما ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : أفتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني ، فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : شأنك بها ، فزوجها جليبيبا [ ص: 116 ]

قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، لثابت : هل تدري ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم به ؟ قال : وما دعا لها به ؟ قال : " اللهم صب عليها الخير صبا صبا ، ولا تجعل عيشها كدا كدا " ، قال ثابت : فزوجها إياه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له ، فأفاء الله عليه . فقال : " هل تفقدون من أحد ؟ " قالوا : نفقد فلانا وفلانا وفلانا ونفقد فلانا ، ثم قال : " هل تفقدون من أحد ؟ " قالوا : لا ، قال : " لكني أفقد جليبيبا ، فاطلبوه في القتلى " ، فنظروا في القتلى ، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ، ثم قتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قتل سبعة ، ثم قتلوه ، هذا مني وأنا منه " ، يقولها مرارا ، فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعده ، ماله سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره قال ثابت : " فما كان في الأنصار أيم أنفق منها " .


أخرجه مسلم آخر هذا الحديث ، عن إسحاق بن عمر بن سليط ، عن حماد والجميع صحيح على شرطه .

وروينا في الحديث الثابت عن فاطمة بنت قيس حين خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 117 ] لأسامة بن زيد فكرهته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طاعة الله ، وطاعة رسوله خير لك " ، قالت : فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به وفي رواية أخرى ، قالت : " فشرفني الله بابن زيد وأكرمني " .

وفي رواية أخرى : " فبورك لي فيه " ، وفي رواية أخرى : " فبارك الله لي في أسامة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية