ذكر المسح على الجوربين، والنعلين
اختلف أهل العلم في المسح على الجوربين، فقالت طائفة: يمسح على الجوربين، روي إباحة المسح عليهما، عن تسعة من أصحاب النبي عليه السلام: علي، وعمار، وأبي مسعود، وأنس، وابن عمر، والبراء بن عازب، وبلال، وأبي أمامة، وسهل بن سعد.
477 - حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، نا يزيد بن مردانبة، نا الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث قال: رأيت عليا بال ثم توضأ، ومسح على الجوربين.
478 - حدثنا إسحاق، نا عبد الرزاق، عن الثوري ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن أبي مسعود، أنه كان يمسح على الجوربين [ ص: 116 ]
479 - حدثنا إسحاق، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس، أنه كان يمسح على الجوربين.
480 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، نا أبو نعيم، نا أبو جعفر الرازي، عن يحيى البكاء قال: سمعت ابن عمر يقول: "المسح على الجوربين كالمسح على الخفين" .
481 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري ، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: رأيت البراء يمسح على جوربيه ونعليه.
482 - حدثنا أبو أحمد، أنا يعلى، نا أبو سعد البقال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت بلالا قضى حاجته، ثم توضأ ومسح على جوربيه، وخماره [ ص: 117 ]
483 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج، نا حماد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، أنه كان يمسح على الجوربين، والخفين، والعمامة.
484 - وحدثت عن الدارمي، نا عفان، عن عبد الوارث، عن أيوب، عن يزيد بن معنق الحرشي، عن مطرف قال: دخلت على عمار فرأيته يتوضأ ويمسح على الجوربين.
485 - وحدثونا عن بندار، نا عبد الرحمن، نا هشام بن سعد، عن أبي حازم قال: رأيت سهلا يمسح على الجوربين.
وقال بهذا القول عطاء، والحسن، وابن المسيب، كذلك قالا: إذا كانا صفيقين، وبه قال النخعي، وابن جبير، والأعمش، وسفيان، وابن حي، وابن المبارك، وزفر، وأحمد، وإسحاق [ ص: 118 ] قال أحمد: قد فعله سبعة أو ثمانية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال إسحاق: مضت السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين في المسح على الجوربين، لا اختلاف بينهم في ذلك، وقال أبو ثور : يمسح عليهما إذا كانا يمشي فيهما، وكذلك قال يعقوب ومحمد إذا كانا ثخينين لا يشفان.
واحتج بعض من رأى المسح على الجوربين بحديث المغيرة.
486 - حدثنا علي بن الحسن، نا أبو عاصم النبيل، عن سفيان، عن أبي قيس، عن هذيل بن شرحبيل، عن المغيرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على جوربيه ونعليه . [ ص: 119 ]
وأنكرت طائفة المسح على الجوربين، وكرهته، وممن كره ذلك ولم يره مالك، والأوزاعي، والشافعي، والنعمان، وهذا مذهب عطاء، وهو آخر قوليه، وبه قال مجاهد، وعمرو بن دينار، والحسن بن مسلم.


