الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر تطهير الأرض من البول

                                                                                                                                                                              740 - حدثنا علي بن الحسن، نا المقرئ، نا همام، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس: " أن أعرابيا بال في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه"، حتى إذا فرغ دعا بماء فصبه عليه " .

                                                                                                                                                                              741 - حدثنا أبو أحمد، نا جعفر بن عون، نا يحيى، أن أنسا، أخبره: "أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى حاجته، ثم قام إلى جانب المسجد فبال [ ص: 301 ] فيه فصاح به الناس، فكفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ الأعرابي، ثم أمر بذنوب من ماء، فصب على بول الأعرابي"، وكان سليمان بن حرب يقول: إذا كان الماء غالبا على البول طهر.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: وكذلك نقول، وقد ذكرنا فيما مضى أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في طين المطر، وهي موافقة لظاهر هذا الخبر.

                                                                                                                                                                              واختلفوا في موضع البول تصيبه الشمس أو يجف، فقالت طائفة: لا يطهره إلا بالماء، هذا قول الشافعي، وأحمد، وأبي ثور .

                                                                                                                                                                              وقال الشافعي، وأحمد: إن أتى على ذلك الموضع مطر فأصابه من الماء بقدر ذلك يريدان قدر الدلو فذلك يطهره.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: إذا جف وذهب أثره وصلى عليه فجائز، فإن كان لم يذهب أثره فصلاته فاسدة، وإن كان على بساط وذهب أثره وجف فصلاته فاسدة، هكذا قال محمد بن الحسن، قال: وهو قول أبي حنيفة، وقالا: الشمس تزيل النجاسة إذا ذهب الأثر عن الأرض. وقد روينا عن أبي قلابة أنه قال: جفوف الأرض طهورها [ ص: 302 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية