الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر المتطهر يمشي في الأرض القذرة

                                                                                                                                                                              روينا عن علي أنه خاض طين المطر، ثم دخل المسجد فصلى، ولم يغسل رجليه، وعن ابن مسعود، وابن عباس أنهما قالا: لا يتوضأ من موطئ، ورئي ابن عمر بمنى توضأ، ثم خرج، وهو حاف فوطئ ما وطئ، ثم دخل المسجد فصلى ولم يتوضأ.

                                                                                                                                                                              733 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن عينية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: "كنا لا نتوضأ من موطئ" .

                                                                                                                                                                              734 - حدثنا الربيع بن سليمان، نا حجاج، نا عيسى بن يونس، نا محمد بن مجاشع، عن أبيه، عن كهيل - أو كميل - قال: رأيت عليا "يخوض طين المطر، ثم دخل المسجد فصلى ولم يغسل رجليه" . [ ص: 297 ]

                                                                                                                                                                              735 - حدثنا علي، نا أبو نعيم، نا مجاشع أبو الربيع الثعلبي، نا كهيل البصري، قال: كنت مع علي، وكانت تمطر الرحبة وهو رمل، فيخرج فيطأ الماء فيصلي ولا يعيد وضوءا، ولا يغسل رجليه " .

                                                                                                                                                                              736 - حدثنا علي، نا عبد الله، عن سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عباس ، قال: "لا يتوضأ من موطئ" .

                                                                                                                                                                              737 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن التيمي، عن أبيه، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: رأيت ابن عمر بمنى يتوضأ، ثم يخرج، وهو حاف فيطأ ما يطأ، ثم يدخل المسجد فيصلي ولا يتوضأ ".

                                                                                                                                                                              وممن رأى أن لا وضوء عليه، ولا غسل الرجلين إذا خاض طين المطر علقمة ، والأسود، وعبد الله بن معقل بن مقرن، وابن المسيب، والشعبي وقال الحسن: امسحهما وصل، وهو قول جماعة من التابعين.

                                                                                                                                                                              وهذا قول أحمد، وأصحاب الرأي، وبه قال عوام أهل العلم [ ص: 298 ]

                                                                                                                                                                              وروينا عن عطاء أنه كان يغسل رجليه، وهذا عندنا منه على الاستحباب، والله أعلم، والأشياء على الطهارة حتى يوجد نجسا بعينه عينا قائما فيزال ذلك، وفي حديث أنس دليل على أن الطين إذا غلب عليه الماء وخالطه، وإن كان فيه بول، لم يضره وطهره الماء.

                                                                                                                                                                              738 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا يزيد بن هارون، أنا يحيى، أن أنس بن مالك، أخبره: "أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى حاجته، ثم قام إلى جانب المسجد فبال فيه فصاح به الناس، فكفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ الأعرابي، ثم أمر بذنوب من ماء، فصب على بول الأعرابي".

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: فدل لما جعل الدلو من الماء يطهر البول على أن الماء إذا غلب على النجاسة أن الحكم للماء فكذلك ماء المطر إذا كثر غلب على الأرض النجسة فطهر الموضع، وإذا طهر الموضع كان حكم طين ذلك الموضع حكم الطهارة، والله أعلم.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية