الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الثوب الذي يصيبه المني ويخفى مكانه

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الثوب يصيبه المني ويخفى موضعه من الثوب، فقالت طائفة: يغسل ما رأى وينضح ما لم يره، هكذا قال عمر، وقال ابن عباس: ينضح الثوب.

                                                                                                                                                                              723 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن عبد الرحمن حدثه: " أنه اعتمر مع عمر في ركب فيهم عمرو بن العاص، وأن عمر عرس في بعض الطريق قريبا من بعض المياه، فاحتلم فاستيقظ، وقد نكاد نصبح فركب، وكان الرفع حتى جاء الماء، فجلس على الماء فغسل ما رأى من الاحتلام حتى أسفر، فقال عمرو: أصبحت ومعنا ثياب، البسها ودع ثوبك يغسل. فقال عمر: واعجبا لك يا عمرو، لئن كنت تجد ثيابا، ما كل المسلمين يجد ثيابا؟ والله لو فعلتها لكانت سنة، بل أغسل ما رأيت، وأنضح ما لم أر " . [ ص: 286 ]

                                                                                                                                                                              724 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس : " في المني يصيب الثوب ولا يعلم مكانه، قال: ينضح الثوب "، وقال النخعي، والحكم، وحماد: انضحه.

                                                                                                                                                                              وقال عطاء: ارششه، وقالت عائشة: إن رأيته فاغسله، وإن لم تره فانضحه .

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: إذا خفي مكانه غسل الثوب كله، كذلك قال ابن عمر، وأبو هريرة، والحسن.

                                                                                                                                                                              725 - حدثنا إسحاق، ومحمد بن إسحاق، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: سمعت أبا هريرة يقول: "إذا علمت أنك احتلمت في ثوبك، ولم تجده فاغسل الثوب كله فإن شككت أصابه شيء أم لا فارشش الثوب" .

                                                                                                                                                                              726 - حدثنا ابن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن نافع، أن ابن عمر يقول: "إذا أصاب الثوب شيء من الجنابة فرأى أثره في ثوبه، فليغسل ذلك المكان من ثوبه، ولا يغسل سائر ثوبه فإذا لم يهتد له وعلم أنه قد أصابه فليغسل الثوب كله" . [ ص: 287 ]

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثالث: وهو أن الفرك يجزئه، فإن كان لا يدري مكانه فرك الثوب كله، هكذا قال إسحاق. وفيه قول رابع: وهو قول الشافعي، وأبي ثور، ومن رأى أن المني طاهر: لا يجب غسله.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية