139 - اعلم أن الله - عز وجل - قد أخبرنا وهو أصدق القائلين، بأن عرش بلقيس عرش عظيم، فقال: ( ولها عرش عظيم ) ثم ختم الآية بقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) ، فكان عرشها عظيما بالنسبة إليها، وما نحيط الآن علما بتفاصيل عرشها ولا بمقداره ولا بماهيته، وقد أتى به بعض رعية سليمان - عليه السلام - إلى بين يديه قبل [ ص: 69 ] ارتداد طرفه، فسبحان الله العظيم، اليمن إلى الشام، فما ثم إلا محض الإيمان والتصديق، ولا مجال للعقل في ذلك، بل آمنا وصدقنا. فهذا في شيء صغير صنعه الآدميون، وجلبه في هذه المسافة البعيدة بشر بإذن الله تعالى، فما الظن بما أعد الله تعالى، من السرر والقصور في الجنة لعباده؟. فما ينكر كرامات الأولياء إلا جاهل، فهل فوق هذه كرامة؟ فيقال إنه دعا باسم الله الأعظم، فحضر في لمح البصر من
140 - الذي كل سرير منها طوله وعرضه مسيرة شهر أو أكثر، وهو من درة بيضاء أو من ياقوتة حمراء، الذي كل باع منها خير من ملك الدنيا: ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) .