الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
ابن بطة

553 - قال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري، شيخ الحنابلة في كتاب "الإبانة" من جمعه، وهو ثلاث مجلدات: "باب الإيمان بأن الله على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه محيط بخلقه، أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سماواته، بائن من خلقه".

فأما [ ص: 234 ] قوله: ( وهو معكم ) فهو كما قالت العلماء: علمه، وأما قوله: ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) معناه: أنه هو الله في السماوات، وهو الله في الأرض وتصديقه في كتاب الله: ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) واحتج الجهمي بقوله: ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) فقال: إن الله (معنا وفينا) وقد فسر العلماء ذلك علمه، ثم قال تعالى في آخرها: ( إن الله بكل شيء عليم ) .

ثم إن ابن بطة سرد بأسانيده أقوال من قال إنه علمه، وهم الضحاك ، والثوري ، ونعيم بن حماد ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه.

‏ * وكان ابن بطة من كبار الأئمة، ذا زهد وفقه، وسنة واتباع، وتكلموا في إتقانه، وهو صدوق في نفسه، سمع من البغوي وطبقته، وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية