الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
73 - أخبرنا التاج عبد الخالق، وبنت عمة ست الأهل، قالا: أنبأنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، أنبأ عبد المغيث بن زهير، أنبأ أبو العز بن كادش، أنبأ أبو طالب محمد بن علي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني ، حدثنا يحيى بن صادع ، حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي سمعت ابن إسحاق، يحدث عن يعقوب بن عتبة ، عن جبير ، عن أبيه ، عن جده ، قال أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرابي، فقال يا رسول الله، جهدت الأنفس، وضاع العيال، وهلكت الأنعام، ونهكت الأموال، فاستسق الله لنا، فإنا لنستشفع بالله عليك، وبك على الله، فقال: "ويحك أتدري ما تقول؟ إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك، أتدري ما الله؟ إن عرشه لعلى سماواته وأرضه هكذا - قال: وأرانا وهب بيده هكذا، وقال مثل القبة - وإنه ليئط به، أطيط الرحل بالراكب.

‏ * هذا حديث غريب جدا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير [ ص: 45 ] وعجائب، فالله أعلم (أقال النبي) - صلى الله عليه وسلم - هذا أم لا، والله - عز وجل - فـ ( ليس كمثله شيء ) ، - جل جلاله - ; وتقدست أسماؤه، ولا إله غيره.

الأطيط الواقع بذات العرش، من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل وللعرش، ومعاذ الله أن نعده صفة لله - عز وجل - ، ثم لفظ الأطيط، لم يأت به نص ثابت.

وقولنا في هذه الأحاديث: إننا نؤمن بما صح منها، وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره، فأما ما في إسناده مقال، واختلف العلماء في قبوله وتأويله، فإنا لا نتعرض له بتقرير; بل نرويه في الجملة ونبين حاله، وهذا الحديث إنما سقناه لما فيه مما تواتر من علو الله تعالى فوق عرشه، مما يوافق آيات الكتاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية