صاحب التصانيف أبو الحسن الأشعري
539 - قال الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري، المتكلم في كتابه الذي سماه "اختلاف المضلين، ومقالات الإسلاميين"، فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم، إلى أن قال: "ذكر مقالة أهل السنة، وأصحاب الحديث جملة"، قولهم الرحمن على العرش استوى ) ، وأن له يدين بلا كيف، كما قال: ( لما خلقت بيدي ) ، وأن أسماء الله لا يقال إنها غير الله، كما قالت الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاء عن الله، وما رواه الثقات، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يردون من ذلك شيئا، وأن الله على عرشه كما قال: ( المعتزلة والخوارج، وأقروا أن لله علما كما قال: ( أنزله بعلمه ) ، ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) ، وأثبتوا السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة وقالوا: لا يكون في الأرض من خير وشر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئته، كما قال تعالى: ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) ، إلى أن قال: وجاء ربك والملك صفا صفا ) ، وأن الله يقرب من خلقه كيف يشاء، قال: ( "ويقولون القرآن كلام الله غير مخلوق، ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل (من) مستغفر كما جاء الحديث، ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) ، [ ص: 218 ] إلى أن قال: "فهذا جملة ما يأمرون به، ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم، نقول وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله".
وذكر الأشعري في هذا الكتاب المذكور في باب "هل الباري تعالى في مكان دون مكان، أم لا في مكان، أم في كل مكان"، فقال: "اختلفوا في ذلك على سبع عشرة مقالة: منها قال أهل السنة وأصحاب الحديث: إنه ليس بجسم ولا يشبه الأشياء، وإنه على العرش كما قال: ( الرحمن على العرش استوى ) ، ولا نتقدم بين يدي الله بالقول، بل نقول استوى بلا كيف، وإن له يدين كما قال: ( خلقت بيدي ) ، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث".
ثم قال: "وقالت المعتزلة استوى على عرشه، بمعنى استولى، وتأولوا اليد بمعنى النعمة، وقوله: ( تجري بأعيننا ) أي بعلمنا".
540 - وقال في كتاب "جمل المقالات" له - رأيته بخط المحدث أبو الحسن الأشعري أبي علي بن شاذان - فسرد نحوا من هذا الكلام في مقالة أصحاب الحديث، تركت إيراد ألفاظه خوف الإطالة، والمعنى واحد.