الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
القيرواني

585 - قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسن المصري القيرواني، المتكلم صاحب رسالة "الإيماء إلى مسألة الاستواء" فساق فيها قول أبي جعفر محمد بن جرير ، وأبي محمد بن أبي زيد ، والقاضي عبد الوهاب، وجماعة من شيوخ الفقه والحديث: "إن الله سبحانه مستو على العرش بذاته، قال: وأطلقوا في بعض الأماكن أنه فوق عرشه".

ثم قال: "وهذا هو الصحيح الذي أقول به، من غير تحديد ولا تمكن في مكان ولا كون فيه ولا مماسة".

‏ * قلت: سلب هذه الأشياء وإثباتها مداره على النقل، فلو ورد شيء بذلك نطقنا به، وإلا فالسكوت والكف أشبه بشمائل السلف؛ إذ التعرض لذلك نوع من الكيف وهو مجهول، وكذلك نعوذ بالله أن نثبت استواءه بمماسة أو تمكن، بلا توقيف ولا أثر، بل نعلم من حيث الجملة أنه فوق عرشه كما ورد النص.

وقال السلفي: في "معجم بغداد": سألت أبا عبد الله محمد بن أبي بكر التميمي القيرواني ابن أبي كدية المتكلم الأشعري عن الاستواء فقال: من أصحابنا من قال المراد به العلو، ومنهم من قال القصد، ومنهم من قال الاستيلاء، ومن أصحابنا المتقدمين من ذهب إلى أنه يحمل على ما ورد به ولا يفسر. وهو أحد الوجهين عن أبي الحسن .

التالي السابق


الخدمات العلمية