وسار جيش الحرة إلى مكة لقتال ابن الزبير، فمات أمير الجيش بالطريق، فاستخلف عليهم أميرا، وأتوا مكة فحاصروا ابن الزبير، وقاتلوه ورموه بالمنجنيق؛ وذلك في صفر سنة أربع وستين.
واحترقت من شرارة من نيرانهم أستار الكعبة وسقفها وقرنا الكبش الذي فدى به إسماعيل، وكانا في السقف، وأهلك الله يزيد في نصف ربيع الأول من هذا العام، فجاء الخبر بوفاته والقتال مستمر، فنادى ابن الزبير: (يا أهل الشام؛ إن طاغيتكم قد هلك)، فانفلوا وذلوا وتخطفهم الناس.
ودعا ابن الزبير إلى بيعة نفسه وتسمى بالخلافة، وأما أهل الشام فبايعوا معاوية بن يزيد، ولم تطل مدته كما سيأتي.
ومن شعر يزيد:
آب هذا الهم فاكتنعا وأمر النوم فامتنعا     راعيا للنجم أرقبه 
فإذا ما كوكب طلعا  [ ص: 346 ]     حام حتى إنني لأرى 
أنه بالغور قد وقعا     ولها بالماطرون إذا 
أكل النمل الذي جمعا     نزهة حتى إذا بلغت 
نزلت من جلق بيعا     في قباب وسط دسكرة 
حولها الزيتون قد ينعا 
وأخرج الواقدي عن أبي جعفر الباقر قال: (أول من كسا الكعبة الديباج: يزيد بن معاوية).
				
						
						
