الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[بيان كذب المنجمين]

وفي سنة اثنتين وثمانين: اجتمع الكواكب الستة في الميزان، فحكم المنجمون بخراب العالم في جميع البلاد بطوفان الريح، فشرع الناس في حفر مغارات في التخوم وتوثيقها، وسد منافسها على الريح، ونقلوا إليها الماء والزاد، وانتقلوا إليها، وانتظروا الليلة التي وعدوا فيها بريح كريح عاد; وهي الليلة التاسعة من جمادى الآخرة، فلم يأت فيها شيء، ولا هب فيها نسيم; [ ص: 692 ] بحيث أوقدت الشموع فلم يتحرك فيها ريح تطفئها، وعملت الشعراء في ذلك، فمما قيل فيه قول أبي الغنائم محمد بن المعلم:


قل لأبي الفضل قول معترف مضى جمادى وجاءنا رجب     وما جرت زعزعا كما حكموا
ولا بدا كوكب له ذنب     كلا ولا أظلمت ذكاء ولا
أبدت إذن في قرانها الشهب     يقضي عليها من ليس يعلم ما
يقضى عليه هذا هو العجب     قد بان كذب المنجمين وفي
أي مقال قالوا فما كذبوا؟!



التالي السابق


الخدمات العلمية