الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[قصة مولاة المأمون وابن حامد ]

وأخرج عن علي بن الحسين قال : (كان محمد بن حامد واقفا على رأس المأمون وهو يشرب ، فاندفعت عريب فغنت بشعر النابغة الجعدي :

كحاشية البرد اليماني المسهم

فأنكر المأمون ألا تكون ابتدأت بشيء ، فأمسك القوم ، فقال : نفيت من الرشيد; لئن لم أصدق عن هذا . . . لأقررن بالضرب الوجيع عليه ، ثم لأعاقبن عليه أشد العقوبة ، ولئن صدقت . . . لأبلغن الصادق أمله .

فقال محمد بن حامد : أنا يا سيدي أومأت إليها بقبلة ، فقال : الآن جاء [ ص: 509 ] الحق ، صدقت ، أتحب أن أزوجك بها ؟ قال : نعم .

فقال المأمون : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين ، لقد زوجت محمد بن حامد عريب مولاتي ، ومهرتها عنه أربعمائة درهم على بركة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم خذ بيدها فقامت معه .

فصار المعتصم إلى الدهليز ، فقال : الدلالة ، قال : لك ذاك .

قال : دلالتي أن تغنيني الليلة ، فلم تزل تغنيه إلى السحر ، وابن حامد على الباب ، ثم خرجت ، فأخذت بيده ، ومضت معه) .

وأخرج عن ابن أبي دؤاد قال : (أهدى ملك الروم إلى المأمون هدية ، فيها مائتا رطل مسك ، ومائتا جلد سمور ، فقال : أضعفوها له; ليعلم عز الإسلام ) .

وأخرج عن إبراهيم بن الحسن قال : (قال المدائني للمأمون : إن معاوية قال : بنو هاشم أسود وأحداء ، ونحن أكثر سيدا ، فقال المأمون : إنه قد أقر وادعى ، فهو في ادعائه خصم ، وفي إقراره مخصوم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية