الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[سياسة سيدنا معاوية رضي الله عنه]

وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جبلة بن سحيم قال: دخلت على معاوية بن أبي سفيان، وهو في خلافته وفي عنقه حبل وصبي يقوده، فقلت: [ ص: 334 ] يا أمير المؤمنين؛ أتفعل هذا؟ قال: يا لكع!! اسكت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان له صبي... فليتصاب له»، قال ابن عساكر: غريب جدا.

وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» عن الشعبي قال: دخل شاب من قريش على معاوية فأغلظ له، فقال له: (يابن أخي؛ أنهاك عن السلطان، إن السلطان يغضب غضب الصبي، ويأخذ أخذ الأسد.

وأخرج عن الشعبي قال:) قال زياد: استعملت رجلا فكثر خراجه، فخشي أن أعاقبه، ففر إلى معاوية، فكتبت إليه: إن هذا أدب سوء لمن قبلي.

فكتب إلي: إنه ليس ينبغي لي ولا لك أن نسوس الناس سياسة واحدة: أن نلين جميعا فيمرح الناس في المعصية، ولا أن نشد جميعا فنحمل الناس على المهالك؛ ولكن تكون للشدة والفظاظة، وأكون أنا للين والرأفة).

وأخرج عن الشعبي قال: سمعت معاوية يقول ما تفرقت أمة قط إلا ظهر أهل الباطل على أهل الحق إلا هذه الأمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية