الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[استدعاء القاضي للخليفة والحكم عليه ]

وأخرج عن نمير المدني قال : (قدم المنصور المدينة ، ومحمد بن عمران الطلحي على قضائه وأنا كاتبه ، فاستعدى الجمالون على المنصور في شيء ، فأمرني أن أكتب إليه كتابا بحضوره وإنصافهم ، فاستعفيت فلم يعفني ، فكتبت [ ص: 432 ] الكتاب ثم ختمته ، وقال : والله; لا يمضي به غيرك ، فمضيت به إلى الربيع ، فدخل عليه ثم خرج ، فقال للناس : إن أمير المؤمنين يقول لكم : إني قد دعيت إلى مجلس الحكم ، فلا يقومن معي أحد .

ثم جاء هو والربيع ، فلم يقم له القاضي ، بل حل رداءه واحتبى به ، ثم دعا بالخصوم ، فادعوا ، فقضى لهم على الخليفة ، فلما فرغ قال له المنصور ، جزاك الله عن دينك أحسن الجزاء; قد أمرت لك بعشرة آلاف دينار ) .

وأخرج عن محمد بن حفص العجلي قال : (ولد لأبي دلامة ابنة ، فغدا على المنصور فأخبره وأنشد :


لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قوم لقيل اقعدوا يا آل عباس     ثم ارتقوا في شعاع الشمس كلكم
إلى السماء فأنتم أكرم الناس

ثم أخرج أبو دلامة خريطة ، فقال المنصور : ما هذه ؟ قال : أجعل فيها ما تأمر لي به ، فقال : املؤوها له دراهم ، فوسعت ألفي درهم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية