الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- خطبة الكتاب

- فصل في بيان كونه صلى الله عليه وسلم لم يستخلف

- فصل في بيان أن الأئمة من قريش والخلافة فيهم

- فصل في مدة الخلافة الراشدة

- فصل في الأحاديث المنذرة بخلافة بني أمية

- فصل في الأحاديث المبشرة بخلافة بني العباس

- فصل إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بيمينه

فصل في شأن البردة النبوية التي تداولها الخلفاء إلى آخر وقت

- فوائد فيما اتفق فيه الخلفاء

الخلافة الراشدة

الدولة الأموية

الدولة العباسية

تاريخ الخلفاء

السيوطي - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

صفحة

جزء

[موعظة ابن أنعم الإفريقي للمنصور ]

وقال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي : (كنت أطلب العلم مع أبي جعفر المنصور قبل الخلافة ، فأدخلني منزله ، فقدم إلي طعاما لا لحم فيه ، [ ص: 435 ] ثم قال : يا جارية; عندك حلواء ؟ قالت : لا ، قال : ولا التمر ؟ قالت : لا ، فاستلقى وقرأ : { عسى ربكم أن يهلك عدوكم } الآية.

فلما ولي الخلافة . . . وفدت إليه ، فقال : كيف سلطاني من سلطان بني أمية ؟ قلت : ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئا . . . إلا رأيته في سلطانك .

فقال : إنا لا نجد الأعوان ؟ قلت : قال عمر بن عبد العزيز : إن السلطان بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها; فإن كان برا . . . أتوه ببرهم ، وإن كان فاجرا . . . أتوه بفجورهم ، فأطرق ) .

ومن كلام المنصور : (الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاث خلال : إفشاء السر ، والتعرض للحرم ، والقدح في الملك ) . أسنده الصولي .

وقال : (إذا مد عدوك إليك يده . . . فاقطعها إن أمكنك ، وإلا . . . فقبلها ) أسنده أيضا .

[مَوْعِظَةُ ابْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيِّ لِلْمَنْصُورِ ]

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيُّ : (كُنْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَبْلَ الْخِلَافَةِ ، فَأَدْخَلَنِي مَنْزِلَهُ ، فَقَدَّمَ إِلَيَّ طَعَامًا لَا لَحْمَ فِيهِ ، [ ص: 435 ] ثُمَّ قَالَ : يَا جَارِيَةُ; عِنْدَكِ حَلْوَاءُ ؟ قَالَتْ : لَا ، قَالَ : وَلَا التَّمْرُ ؟ قَالَتْ : لَا ، فَاسْتَلْقَى وَقَرَأَ : { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } الْآيَةَ.

فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ . . . وَفَدْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : كَيْفَ سُلْطَانِي مِنْ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ ؟ قُلْتُ : مَا رَأَيْتُ فِي سُلْطَانِهِمْ مِنَ الْجَوْرِ شَيْئًا . . . إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي سُلْطَانِكَ .

فَقَالَ : إِنَّا لَا نَجِدُ الْأَعْوَانَ ؟ قُلْتُ : قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِنَّ السُّلْطَانَ بِمَنْزِلَةِ السُّوقِ يَجْلِبُ إِلَيْهَا مَا يُنْفِقُ فِيهَا; فَإِنْ كَانَ بَرًّا . . . أَتَوْهُ بِبِرِّهِمْ ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا . . . أَتَوْهُ بِفُجُورِهِمْ ، فَأَطْرَقَ ) .

وَمِنْ كَلَامِ الْمَنْصُورِ : (الْمُلُوكُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا ثَلاَثَ خِلَالٍ : إِفْشَاءَ السِّرِّ ، وَالتَّعَرُّضَ لِلْحَرَمِ ، وَالْقَدَحَ فِي الْمُلْكِ ) . أَسْنَدَهُ الصُّولِيُّ .

وَقَالَ : (إِذَا مَدَّ عَدُوُّكَ إِلَيْكَ يَدَهُ . . . فَاقْطَعْهَا إِنْ أَمْكَنَكَ ، وَإِلَّا . . . فَقَبِّلْهَا ) أَسْنَدَهُ أَيْضًا .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث