وقال القاضي الفاضل في بعض رسائله : (ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد; فإنه رحل بولديه : الأمين والمأمون لسماع «الموطأ» على مالك - رحمه الله - ، قال : وكان أصل «الموطأ» بسماع الرشيد في خزانة المصريين .
قال : ثم رحل لسماعه السلطان صلاح الدين بن أيوب إلى الإسكندرية ، فسمعه على أبي طاهر بن عوف ، ولا أعلم لهما ثالثا ! ! ) .
ولمنصور النمري فيه :
جعل القرآن إمامه ودليله لما تخيره القران إماما
وله فيه من قصيدة :إن المكارم والمعروف أودية أحلك الله منها حيث تجتمع
[ ص: 470 ] وقال الحسين بن فهم : كان الرشيد يقول : من أحب ما مدحت به إلي :
أبو أمين ومأمون ومؤتمن أكرم به والدا برا وما ولدا
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى بخيلا له في العالمين خليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله فأكرم نفسي أن يقال بخيل
ومن خير حالات الفتى لو علمته إذا نال شيئا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ومالي كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ورأي أمير المؤمنين جميل
وفي «الطيوريات» بسنده إلى إسحاق الموصلي قال : قال أبو العتاهية لأبي نواس : البيت الذي مدحت به الرشيد لوددت أني كنت سبقتك به إليه :
قد كنت خفتك ثم أمنني من أن أخافك خوفك الله


