الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[موت الملك الصالح وولده توران شاه]

وفي سنة سبع وأربعين من أيامه: أخذت الفرنج دمياط، والسلطان الملك الصالح مريض، فمات ليلة نصف شعبان، فأخفت جاريته أم خليل المسماة: شجر الدر موته، وأرسلت إلى ولده توران شاه الملك المعظم ليتملك، فحضر، ثم لم يلبث أن قتل في محرم، سنة ثمان وأربعين وستمائة; وثب عليه غلمان أبيه فقتلوه، وأمروا عليهم جارية أبيهم شجر الدر، وحلف لها الأتراك ولنائبها عز الدين أيبك التركماني، فشرعت شجر الدر في الخلع للأمراء والأعطيات.

ثم استقل عز الدين بالسلطنة في ربيع الآخر، ولقب: الملك المعز، ثم تنصل منها، وحلف العسكر للملك الأشرف ابن صلاح الدين يوسف بن المسعود بن الكامل وله ثماني سنين، وبقي عز الدين أتابكه، وخطب لهما وضربت السكة باسمهما.

وفي هذه السنة -أعني سنة ثمان- استردت دمياط من الفرنج.

وفي سنة اثنتين وخمسين وستمائة: ظهرت نار في أرض عدن، وكان يطير شررها في الليل إلى البحر، ويصعد منها دخان عظيم في النهار.

وفيها: أبطل المعز اسم الملك الأشرف، واستقل بالسلطنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية