الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
ذكر ما قاله الأئمة عند ظهور الجهم ومقالته [ ص: 133 ]

ذكر ما قاله الأئمة عند ظهور الجهم ومقالته [ ص: 134 ] [ ص: 135 ]

قول أبي حنيفة عالم العراق رحمه الله تعالى

362 - أخبرنا جماعة إذنا: عن أبي الفتح المبدائي ، أخبرنا عبيد الله بن محمد الإمام أبي بكر البيهقي ، أنبأنا جدي في "كتاب الصفات" له، أنبأنا أبو بكر بن الحارث ، أنبأنا ابن حيان ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن نصر ، حدثنا يحيى بن يعلى، سمعت نعيم بن حماد، يقول: "سمعت نوحا الجامع يقول: كنت عند أبي حنيفة أول ما ظهر، إذ جاءته امرأة من ترمذ، كانت تجالس جهما فدخلت الكوفة، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف نفس. فقيل لها: إن ههنا رجلا قد نظر في المعقول، يقال له أبو حنيفة فأتيه، فأتته فقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك؟ أين إلهك الذي تعبده، فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إلينا، وقد وضع كتابا: إن الله - عز وجل - في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله - عز وجل - : ( وهو معكم ) قال: هو كما تكتب إلى الرجل: إني معك، وأنت غائب عنه".

قال: ثم قال البيهقي: لقد أصاب أبو حنيفة - رحمه الله - فيما نفى عن الله - عز وجل - من الكون في الأرض، وأصاب فيما ذكر من تأويل الآية، وتبع مطلق السمع بأن الله تعالى في السماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية