[ ص: 108 ]  876 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها . 
 5489  - حدثنا  أبو أمية  ، حدثنا  منصور بن سلمة الخزاعي  ، حدثنا  ليث بن سعد  ، عن  يزيد   - قال  أبو جعفر   : وهو ابن الهاد - عن  أبي حازم  ، عن  سهل بن سعد الساعدي  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها   [ ص: 109 ]  . 
 5490  - وحدثنا محمد بن خزيمة  ، وفهد بن سليمان  قالا : حدثنا  عبد الله بن صالح  ، حدثنا  الليث بن سعد  ، حدثني  ابن الهاد  ، عن  أبي حازم  ، عن  سهل بن سعد  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ثم ذكر مثله . 
 5491  - وحدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، حدثنا  محمد بن أبي بكر المقدمي  ، حدثنا  عمر بن علي  ، عن  الأعمش  ، عن  أبي صالح  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : موضع سوط في الجنة أو موضع عصا في الجنة خير من الدنيا وما فيها   . 
 [ ص: 110 ] فقال قائل : فما المنتفع بموضع سوط في الجنة ؟ فكان جوابنا له في ذلك : أن المراد به - والله أعلم - إنما هو موضع سوط في الجنة مما يعطيه الله عز وجل من يعطيه من عباده منها ما فيه السعة ، فموضع سوط من ذلك خير من الدنيا وما فيها ، ومثل ذلك من كلام الناس الذي يجري على ألسنتهم قول أحدهم شبر من داري أحب إلي من كذا وكذا ، ليس يعني بذلك ذلك المقدار على أن لا يكون له من تلك الدار سواه ، ولكن يعني به ذلك المقدار الذي هو من الدار التي هي له وكانت عطايا الله عز وجل لأهل الجنة أوسع من ذلك ، بل قد روي أن أدنى أهل الجنة منزلة يعطى مثل الدنيا وعشرة أمثالها . 
 5492  - كما قد حدثنا  يزيد بن سنان  ، حدثنا الحسن بن عمر بن  [ ص: 111 ] شقيق  ، حدثنا  جرير بن عبد الحميد  ، عن  منصور  ، عن  إبراهيم  ، عن  عبيدة  ، عن  عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا ، يخرج رجل من النار يحبو حبوا فيقول الله تعالى : اذهب فادخل الجنة ، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى ، فيقول الله تعالى : اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو أن لك عشرة أمثال الدنيا ، فيقول : أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، فكان يقال : فذلك الرجل أدنى أهل الجنة منزلا   [ ص: 112 ]  . فعقلنا بما في هذا الحديث أن عطاء الله عز وجل لمن يدخله الله الجنة من عباده من جنته ما له من السعة ما ذكر في هذا الحديث ، فكان ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في حديثي سهل  ،  وأبي هريرة  لم نجد له وجها نصرفه إليه أولى به من الوجه الذي صرفناه إليه في هذا الباب ، والله أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وفي غيره ، وبالله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					