[ ص: 333 ]  270 - باب بيان الحجة من كتاب الله ، ثم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على من كره للرجل أن يسأل الله عز وجل أن يتصدق عليه بشيء يذكره 
قال  أبو جعفر   : كره قوم أن يقول الرجل في دعائه : اللهم تصدق علي بكذا . 
ورووا ذلك عن أبي وائل شقيق بن سلمة   . 
كما قد حدثنا فهد  ، قال : حدثنا  أبو غسان  ، وكما حدثنا روح بن الفرج  ، قال : حدثنا  يوسف بن عدي  ، قالا : حدثنا  أبو بكر بن عياش  ، عن  عاصم  ، عن  أبي وائل  أنه كره للرجل أن يقول : اللهم تصدق علي بالجنة ، وقال : إنما يتصدق من يرجو الثواب  . 
فكان من الحجة عليهم لمن أباح ذلك سواهم من كتاب الله عز وجل ما حكاه الله عز وجل فيه ، عن نبيه زكريا  في دعائه إياه : هب لي من لدنك ذرية طيبة   . 
وما كان من إجابة الله إياه في ذلك من قوله : فاستجبنا له ووهبنا له يحيى   . 
ومثل ذلك قوله عز وجل في قصة نبيه أيوب  صلى الله عليه وسلم : ووهبنا له أهله ومثلهم معهم   . 
 [ ص: 334 ] وإذا جاز أن تكون الهبة من الله لمن شاء من عباده ، جائزة دعاؤه بها ، وقد تكون الهبة من الآدميين لطلب الثواب عليها ، كانت الصدقة منه عز وجل التي لا يصلح للآدميين الثواب عليها منه أجوز ، وفي ذلك ما يتسع به للناس أن يدعوه عز وجل بذلك . 
وأما من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
 1646  - فما قد حدثنا  بكار بن قتيبة  ، قال : حدثنا  روح بن عبادة  ، قال : حدثنا  ابن جريج  ، قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار  يحدث ، عن عبد الله بن باباه  ، عن  يعلى بن منبه  ، قال : قلت  لعمر بن الخطاب  رضي الله عنه : إنما قال الله عز وجل : فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا   . 
فقد أمن الناس ، فقال : عمر   : إني عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : { صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته   } . 
 [ ص: 335 ] 
 1647  - وما قد حدثنا  يزيد بن سنان  ، قال : حدثنا  أبو عاصم  ، عن  ابن جريج  ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار  ، عن عبد الله بن بابيه  ، عن  يعلى بن منيه  ، قال : سألت  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ، ثم ذكر مثله . 
قال  أبو جعفر   : وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيف الله على عباده صدقة منه عليهم ، وفي ذلك ما قد دل على ما ذكرناه ، والله عز وجل نسأله التوفيق . 
				
						
						
