[ ص: 218 ]  892 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : خذوا القرآن من أربعة . فذكر أربعة ممن جمع القرآن دون من سواهم ممن قد جمعه 
 5581  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، حدثنا  وهب بن جرير  ،  وأبو الوليد الطيالسي  ، عن  شعبة  ، عن  عمرو بن مرة  ، عن  إبراهيم  ، عن  مسروق  ، قال : ذكر  عبد الله بن مسعود  عند  عبد الله بن عمرو  ، فقال : ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : استقرؤوا القرآن من أربعة :  عبد الله بن مسعود  ، وسالم - مولى أبي حذيفة   - ، وأبي بن كعب  ، ومعاذ بن جبل    [ ص: 219 ]  . 
 5582  - وحدثنا أبو بشر عبد الملك بن مروان  ، حدثنا  أبو معاوية  ، عن  الأعمش  ، عن  شقيق بن سلمة  ، عن  مسروق  أن  عبد الله بن عمرو  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا القرآن من أربعة : من  عبد الله بن مسعود  ، وأبي بن كعب  ، ومعاذ بن جبل  ، وسالم مولى أبي حذيفة    . 
 5583  - وحدثنا  أبو أمية  ، حدثنا  أبو الوليد الطيالسي  ، حدثنا  شعبة  ، عن  الأعمش  ، قال : سمعت  أبا وائل  يحدث ، عن  مسروق  ، قال : قال  عبد الله بن عمرو  ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استقرؤوا القرآن من أربعة : من عبد الله  ، وسالم مولى أبي حذيفة  ، وأبي بن كعب  ، ومعاذ بن جبل    [ ص: 220 ]  . 
 5584  - وحدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، حدثنا  إبراهيم بن بشار  ، حدثنا  سفيان  ، حدثنا داود بن شابور  ، عن  مجاهد  ، عن  عبد الله بن عمرو بن العاص   : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : خذوا القرآن من أربعة : رجلين من المهاجرين  ، ورجلين من الأنصار   :  عبد الله بن مسعود  ، وسالم مولى أبي حذيفة  ، وأبي بن كعب  ، ومعاذ بن جبل  ، وخص  عبد الله بن مسعود  ، فقال : من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل ، فليقرأه كما يقرؤه  ابن أم عبد  ، قال عبد الله   : فلا أزال أحبه   . 
فقال قائل : فيما رويتموه من هذه الآثار اختصاص رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأربعة الرجال المسمين ، فبها يأخذ الناس القرآن عنهم ، وقد كان في أصحابه سواهم ممن قد جمع القرآن كما جمعوه ، وهم : أبو زيد ثابت بن زيد  أحد بني الحارث  من الخزرج  ، وزيد بن ثابت   . 
كما قد حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، حدثنا روح بن أسلم  ، أخبرنا  همام بن يحيى  ، عن  قتادة  ، قال : قلت  لأنس   : من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أربعة كلهم من الأنصار   :  أبي بن كعب  ، وزيد بن ثابت  ، ومعاذ بن جبل  ، وأبو زيد    . 
 [ ص: 221 ] 
وكما حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني  ، حدثنا الخصيب بن ناصح الحارثي  ، حدثنا  همام  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
وكما حدثنا فهد بن سليمان  ، حدثنا  نعيم بن حماد  ، أخبرنا  الفضل بن موسى السيناني  ، عن  الحسين بن واقد  ، عن  ثمامة بن عبد الله بن أنس  ، عن  أنس  قال : جمع القرآن أربعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :  أبي بن كعب  ، وزيد بن ثابت  ، وأبو زيد  ، ومعاذ بن جبل    [ ص: 222 ]  . 
وكما حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة المديني  ، حدثنا  يحيى بن معين  ، حدثنا  عبد الوهاب بن عطاء  ، عن  سعيد بن أبي عروبة  ، عن  قتادة  ، عن  أنس  قال : افتخر الحيان : الأوس  والخزرج  ، فقال الأوس   : منا غسيل الملائكة : حنظلة بن الراهب  ، ومنا من اهتز له عرش الرحمن ، ومنا من حمته الدبر : عاصم بن ثابت بن الأقلح  ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين ، وقال الخزرجيون   : منا أربعة جمعوا القرآن ، ولم يجمعه أحد غيرهم :  أبي بن كعب  ، ومعاذ بن جبل  ، وأبو زيد  ، وزيد بن ثابت    . 
قال قائل : ففي هذه الآثار ممن قد جمع القرآن من قد ذكر فيها ممن لم يذكر في الآثار الأول ، وإذا استووا جميعا في جمع القرآن استحال أن يكون بعضهم أولى بأخذه عنه من بقيتهم . 
فكان جوابنا له في ذلك : أن القرآن قد جمعه من يصلح أي يؤخذ عنه لضبطه إياه ، ولحسن أخذه على من يقرؤه عليه ، وقد يجمعه من لا يكون كذلك فيما يحتاج إليه من يقرؤه عليه منه في ضبطه إياه عليه  [ ص: 223 ] ، وفي رد ما يحتاج من رده إياه عليه ، ومن توقيفه إياه على ما يجب وقوفه به مما يحتاج القارئ إليه من المقروء عليه ، وإذا كان ذلك كذلك ، وجب أن يكون الأربعة المسمون في الآثار الأول يصلحون لذلك ويقدرون عليه من أنفسهم ، ويقدر الناس عليه منهم ومن سواهم ممن ذكرنا في الآثار الأخر فيهم يقصر عن ذلك ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بأخذه عن الذين لا تقصير معهم في هذا المعنى دون الآخرين الذين يقصرون عنه ، وبالله التوفيق . 
				
						
						
