[ ص: 248 ]  46 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من قوله : " إن للقبر لضغطة لو نجا منها أحد نجا منها  سعد بن معاذ   " رضي الله عنه 
 273  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق ،  حدثنا  وهب بن جرير  ، حدثنا  شعبة  ، عن  سعد بن إبراهيم  ، عن  نافع  ، عن  أم المؤمنين   : أن رسول الله عليه السلام قال : { إن للقبر لضغطة لو كان أحد ناجيا منها نجا منها  سعد بن معاذ    } . 
هكذا حدثناه  ابن مرزوق  بغير إدخال منه بين نافع  وبين أم المؤمنين أحدا . 
 274  - وحدثنا سليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني أبو محمد  ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد  ، حدثنا  شعبة  ، عن  سعد  قال : سمعت  نافعا  يحدث عن  امرأة ابن عمر  ، عن  عائشة  ، عن النبي عليه السلام مثله . 
 [ ص: 249 ] 
 275  - وحدثنا  محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ المكي أبو جعفر ،  حدثنا  يحيى بن أبي بكير الكرماني  قاضي كرمان  ، حدثنا  شعبة  ، قال  سعد   : أخبرني قال : سمعت  نافعا  عن  امرأة ابن عمر  عن  عائشة  ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . 
وقد خالف سفيان بن سعيد   شعبة  في إسناد هذا الحديث عن سعد  فرواه عنه . 
 276  - كما حدثنا فهد  ، حدثنا  أبو حذيفة  ، حدثنا  سفيان  ، عن  سعد  ، عن  نافع  ، عن  ابن عمر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لو أن أحدا نجا من عذاب القبر لنجا منه سعد  ، ثم قال بأصابعه الثلاثة يجمعها كأنه يقلبها ، ثم قال : لقد ضغط ، ثم عوفي   } . 
 [ ص: 250 ] فقال قائل : أفيكون هذا مضادا لما قد روي عن  عبد الله بن عمرو بن العاص  في هذا المعنى ؟ فذكر : 
 277  - ما حدثنا  ابن مرزوق  ، حدثنا  أبو عامر العقدي  ، حدثنا  هشام بن سعد  ، حدثنا  سعيد بن أبي هلال  ، عن ربيعة بن سيف  ، عن  عبد الله بن عمرو بن العاص  قال : سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { ما من مسلم يموت في يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة ، إلا برئ من فتنة القبر   } . 
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه أن هذا حديث منقطع ، فإن ربيعة بن سيف  لم يلق  عبد الله بن عمرو  ، وإنما كان يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلي  عنه . 
 [ ص: 251 ] والدليل على ذلك : 
 278  - أن  الربيع بن سليمان الجيزي  قد حدثنا قال : حدثنا أبو زرعة  ، أخبرنا  حيوة  ، حدثني ربيعة بن سيف المعافري  ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي  ، عن  عبد الله بن عمرو  ، { عن رسول الله عليه السلام أنه رأى ابنته فاطمة  عليها السلام فقال لها : من أين أقبلت يا فاطمة  ؟ فقالت : أقبلت من وراء جنازة هذا الرجل فقال لها رسول الله عليه السلام : هل بلغت الكدى  ؟ قالت : وكيف أبلغها ، وقد سمعت منك ما سمعت ؟ فقال : والذي نفسي بيده لو بلغت الكدى  ، ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك   } . 
 [ ص: 252 ] ثم عدنا إلى طلب من بين ربيعة بن سيف  وبين  عبد الله بن عمرو  في هذا الحديث . 
 279  - فوجدنا  يونس  قد حدثنا قال : حدثنا  عبد الله بن وهب  ، حدثني  الليث بن سعد  ، عن ربيعة بن سيف   : أن عبد الرحمن بن قحزم  أخبره ، أن ابنا لفياض بن عقبة  توفي يوم جمعة ، فاشتد وجده عليه فقال له رجل من أهل الصدق   : يا أبا يحيى  ، ألا أبشرك بشيء سمعته من  عبد الله بن عمرو  سمعته يقول : 
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما من مسلم يموت في يوم جمعة ، أو ليلة جمعة ، إلا برئ من فتنة القبر   } . 
 280  - حدثنا  محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ،  حدثنا  أبي  ، وشعيب بن الليث  ، عن  الليث  ، حدثنا خالد يعني : ابن يزيد  ، عن  ابن أبي هلال  ، عن ربيعة بن سيف   : أن عبد الرحمن بن قحزم  أخبره أن ابنا لفياض بن عقبة  ، ثم ذكر مثله سواء . 
وزاد على يونس  في إسناده إدخاله بين الليث  وبين ربيعة بن سيف   [ ص: 253 ] خالد بن يزيد  ، وسعيد بن أبي هلال  ، وهو أشبه عندنا بالصواب ، والله أعلم . 
فوقفنا بذلك على فساد إسناد هذا الحديث ، وأنه لا يجوز لمثله إخراج شيء مما يوجب حديث  عائشة  دخوله فيه ، ونسأل الله العون على ذلك ، ونستوثقه فيما أملنا . 
				
						
						
