الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : فغلت الخوارج ، والمعتزلة ، والرافضة في تأويل هذه الأخبار ، وكفرت بها المرجئة شكا منهم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو تكذيبا منهم لمن رواها من الأئمة الذين لا يجوز اتهامهم ، ولا الطعن عليهم ، جعلا منهم بما يجب عليهم ، وهكذا عامة أهل الأهواء والبدع ، إنما هم بين أمرين غلوا في دين الله ، وشدة ذهاب فيه ، حتى يمرقوا منه بمجاوزتهم الحدود التي حدها الله ، ورسوله ، أو إحفاء ، وجحودا به حتى يقصروا عن حدود الله التي حدها ، ودين الله موضوع فوق التقصير ، ودون الغلو ، فهو أن يكون المؤمن المذنب خائفا لما وعد الله من العقاب على المعاصي ، راجيا لما وعد ، يخاف أن يكون المعاصي التي ارتكبها قد أحبطت أعماله الحسنة ، فلا يتقبلها الله منه ، عقوبة له على ما ارتكب من معاصيه ، ونرجو أن يتفضل الله عليه بطوله ، فيعفو له عما أتى به من سيئة ، ويتقبل منه حسناته التي تقرب بها إليه ، فيدخله الجنة ، فلا يزال على ذلك حتى يلقى الله ، وهو بين رجاء وخوف .

التالي السابق


الخدمات العلمية