الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قول طائفة ثالثة باتحاد الإيمان والإسلام

* قال أبو عبد الله : وقالت طائفة ثالثة ، وهم الجمهور الأعظم من أهل السنة والجماعة ، وأصحاب الحديث : الإيمان الذي دعا الله العباد إليه ، وافترضه عليهم هو الإسلام الذي جعله دينا ، [ ص: 530 ] وارتضاه لعباده ، ودعاهم إليه ، وهو ضد الكفر الذي سخطه ، فقال : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) .

وقال : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) .

وقال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) .

وقال : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .

فمدح الله الإسلام بمثل ما مدح به الإيمان ، وجعله اسم ثناء ، وتزكية ، فأخبر أن من أسلم ، فهو على نور من ربه ، وهدى ، وأخبر أنه دينه الذي ارتضاه ، فقد أحبه ، وامتدحه ، ألا ترى أن أنبياء الله ، ورسله رغبوا فيه إليه ، وسألوه إياه ، فقال إبراهيم خليل الرحمن ، وإسماعيل ذبيحه : ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) .

وقال يوسف : ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) .

وقال : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .

وقال : ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا ) . [ ص: 531 ]

وقال في موضع آخر : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ) . إلى قوله : ( ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) .

فحكم الله بأن من أسلم ، فقد اهتدى ، ومن آمن فقد اهتدى ، فقد سوى بينهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية