الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : وقول الحسن هذا يحتمل معنيين : أحدهما أنه كان يكفره بترك الصلاة متعمدا ، فذلك لم ير عليه القضاء ، لأن الكافر لا يؤمر بقضاء ما ترك من الفرائض في كفره ، والمعنى الثاني أنه إن لم يكن يكفره بتركها ، فإنه ذهب إلى أن الله عز وجل إنما افترض عليه أن يأتي بالصلاة في وقت معلوم ، فإذا تركها حتى [ ص: 1001 ] يذهب وقتها فقد لزمته المعصية ، لتركه الفرض في الوقت المأمور بإتيانه به فيه ، فإذا أتى به بعد ذلك ، فإنما أتى به في وقت لم يؤمر بإتيانه به فيه ، فلا ينفعه أن يأتي بغير المأمور به عن المأمور به .

وهذا القول غير مستنكر في النظر لولا أن العلماء قد أجمعت على خلافه .

ومن ذهب إلى هذا ، قال في الناسي للصلاة حتى يذهب وقتها ، وفى النائم أيضا : إنه لو لم يأت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من نام عن صلاة ، أو نسيها ، فليصلها إذا استيقظ ، أو ذكر " ، وأنه صلى الله عليه وسلم نام عن صلاة الغداة ، فقضاها بعد ذهاب الوقت لما وجب عليه في النظر ، قضاؤها أيضا ، فلما جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وجب عليه قضاؤها ، وبطل حظ النظر . [ ص: 1002 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية