الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
703 - حدثنا أحمد بن سيار ، حدثني محمد بن عبد العزيز بن غزوان - وهو ابن أبي رزمة - ، ثنا أبو الوزير ، قال : جاء شيبان إلى عبد الله بن المبارك ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إن هؤلاء المرجئة أهلكوا الناس ، ويقولون كذا ، ويقولون كذا ، فقال عبد الله : إن المرجئة لا تقبلني ، إن المرجئة تقول : إن حسناتنا متقبلة ، وأنا لا آمن أن أخلد في النار ، ويقولون : إيماننا مثل إيمان جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، كيف أجترئ أن أقول مثل ذلك ، وبلغني أن إسرافيل قدماه تحت الأرض السابعة على الصخرة التي عليها قرار الأرض ، وقد نفذ جميع السماوات ، والأرض ، والعرش على كاهله ، وأنه ليضال الأحمان من عظمة الله حتى يصير مثل الوضع ، والوضع العصفور الصغير ، حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته .

وبلغني أن لله ملائكة قيام ، وملائكة ركوع ، وملائكة سجود ، لم يرفعوا رؤوسهم ، ولم تشق ظهورهم منذ خلقهم الله ، ولا يرفعون رؤوسهم إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة يقولون : يا ربنا ، ما عبدناك كنه عبادتك ، وما ينبغي لك أن نعبد . [ ص: 650 ]

قال : وبلغني أن لله ملائكة يطوفون حول العرش ، فإذا نظروا إلى إسرافيل خفضوا أبصارهم هيبة له ، فكيف أجترئ أن أقول : إيماني مثل إيمان جبريل . [ ص: 651 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية