الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حكاية قول المعتزلة في تلك المسألة :

* قال أبو عبد الله : وهذه الحجج التي كتبناها هي داخلة على المعتزلة ، وذلك أنها زعمت أن كل من أتى كبيرة ، فقد خرج من الإيمان ، وإذا خرج من الإيمان ، فقد خرج من الإسلام ، لأن الإيمان والإسلام عندهم واحد ، فهو عندهم غير مؤمن ، ولا مسلم ، ولكنه موحد ، زان ، فاسق ، غير مسلم ، ولا كافر ، واحتجوا نحو ما حكينا عن هؤلاء من الحجج ، وقالوا : قال الله : ( وكان بالمؤمنين رحيما ) ، فوصف نبيه بالرأفة ، والرحمة بالمؤمنين ، [ ص: 553 ] فقال : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) ، وقال في الزانيين : ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) قالوا : فلو كانا مؤمنين لما أمر بترك الرأفة بهما ، وكيف يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرأفة بالمؤمنين ، ويأمره أن لا يأخذه رأفة بالزانيين ، لولا أن الزانيين ليسا بمؤمنين ، لأنهما لو كانا مؤمنين لكان الذي وصفه به من الذي نهاه عنه ، وغير جائز أن يصفه بصفة ، وينهاه عنها ، لأن ذلك يتضاد ، ويختلف ، قالوا : فدل ما وصفنا على أن الزانيين ليسا بمؤمنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية