الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1080 - حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني ، قال : أخبرني أبي ، عن ابن أخي الزهري ، قال : قال محمد : أخبرني يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري ، ثم المازني أنه بلغه أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة ، ثم ذكر بمثل حديث يعقوب ، وزاد : قال ابن شهاب : فحدثت الحديث محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، فأخبرني أن أبا بكر سمع ذاك من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال محمد بن يحيى : قلت أنا : هذا عندنا كأنه يقول : إن أبا بكر سمع ذاك من يحيى بن عمارة سمعه من أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه ذكر أبا سعيد ، وكان يحيى بن عمارة عامة روايته عن أبي سعيد ، ولم يسمع أبو بكر بن حزم من أبى سعيد ، فكأن الحديث قد صار عن الزهري ، عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمارة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحديث من حديث إبراهيم بن سعد ، وابن أخي الزهري جميعا عن الزهري ، عن يحيى بن عمارة مطلقا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال تعالى : ( وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ) ، [ ص: 1006 ] فبين أن علامة أن يكون من المشركين ترك إقامة الصلاة .

وقال عز وجل : ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ) ، فخص بالإنذار أهل الصلاة ، وأبان أن من لم يصل فغير ناذر بنذر الله .

وقال تعالى : ( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة ) ، ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة ) ، ( والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ) .

فمن يزعم أن من لم يحافظ على الصلاة مؤمن ، فقد قال بخلاف ما قد دل عليه كتاب الله تعالى .

وقال جل ثناؤه : ( وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ، ( واسجدي واركعي مع الراكعين ) ، ( كلا لا تطعه واسجد واقترب ) ، ( فصل لربك وانحر فاسجدوا لله واعبدوا ) .

وما أشبه ذلك من إفراد الصلاة من بين سائر الشرائع .

وفي ذلك دلالة على أنه أولى الشرائع بتحقيق الإيمان [ ص: 1007 ] بيانا بين ملة الإيمان ، وملة الكفر .

أولا تراه أبان أن أهل المعاد إلى الجنة المصلين ، وأن المستوجبين للإياس من الجنة ، المستحقين للتخليد في النار من لم يكن من أهل الصلاة بإخباره تعالى عن المخلدين في النار حين سئلوا : ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية