قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله : وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت رضي الله عنه
nindex.php?page=treesubj&link=844أن الله افترض على عباده خمس صلوات ، لم يخص مسلما منهم دون كافر ، فأخبر أن الصلوات مفترضات على جميع العباد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله : فثبت بالدلائل التي ذكرناها أن
nindex.php?page=treesubj&link=844الصلاة ، وجميع الفرائض لازمة لجميع الكفار كلزومها المسلمين ، وكذلك جميع ما حرم الله تعالى على المسلمين ، فهو عليهم حرام ، فإذا ارتد الرجل عن الإسلام ، فكفر بالله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم ترك الصلاة جاحدا لها ، متكبرا عنها ، ازداد كفرا إلى كفره ، ومعصية إلى معصيته ، وكذلك جميع الفرائض إذا تركها بعد الارتداد ، وجحودا ، واستكبارا ، ازداد كفرا ، ومعصية ، وكذلك هو في استحلاله جميع ما حرم الله تعالى من قبل المؤمنين ، واغتصاب أموالهم ، والزنا ، وشرب الخمر ، وغير ذلك ، فهو يزداد باستحلال ذلك كله كفرا إلى كفره ، ومعصية إلى معصيته .
[ ص: 990 ]
قال الله تبارك وتعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول : أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) .
* قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله : فإذا أسلم الكافر ، وقد ترك الصلاة ، وسائر الفرائض في كفره ، ثم تاب من ذلك كله ، وآمن لم يجب عليه قضاء شيء مما ترك من الفرائض ، ولم يؤاخذ بشيء مما ارتكب من المحارم ، وليس ذلك ، لأنها لم تكن واجبة عليه في كفره ، ولم يكن مؤاخذا بما ضيع منها ، معاقبا على ما ارتكب من المحارم ، لو مات على كفره ، ولكن الله عز وجل تفضل عليه بالإيمان ، والتوبة ، فغفر له ذنوبه السالفة ، ودفع عنه قضاء الفرائض التي تركها في كفره .
قال الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) .
[ ص: 991 ]
وقال عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ) ، ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ) .
وقال عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) . يعني بالإيمان ، والتوبة .
دل على ذلك بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ) .
وجاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الإسلام يهدم ما قبله " .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=63عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=treesubj&link=844أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ ، لَمْ يَخُصَّ مُسْلِمًا مِنْهُمْ دُونَ كَافِرٍ ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الصَّلَوَاتِ مُفْتَرَضَاتٌ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فَثَبَتَ بِالدَّلَائِلِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=844الصَّلَاةَ ، وَجَمِيعَ الْفَرَائِضِ لَازِمَةٌ لِجَمِيعِ الْكُفَّارِ كَلُزُومِهَا الْمُسْلِمِينَ ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَهُوَ عَلَيْهِمْ حَرَامٌ ، فَإِذَا ارْتَدَّ الرَّجُلُ عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَكَفَرَ بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ تَرَكَ الصَّلَاةَ جَاحِدًا لَهَا ، مُتَكَبِّرًا عَنْهَا ، ازْدَادَ كُفْرًا إِلَى كُفْرِهِ ، وَمَعْصِيَةً إِلَى مَعْصِيَتِهِ ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْفَرَائِضِ إِذَا تَرَكَهَا بَعْدَ الِارْتِدَادِ ، وَجُحُودًا ، وَاسْتِكْبَارًا ، ازْدَادَ كُفْرًا ، وَمَعْصِيَةً ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي اسْتِحْلَالِهِ جَمِيعَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قِبَلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَاغْتِصَابِ أَمْوَالِهِمْ ، وَالزِّنَا ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَهُوَ يَزْدَادُ بِاسْتِحْلَالِ ذَلِكَ كُلِّهِ كُفْرًا إِلَى كُفْرِهِ ، وَمَعْصِيَةً إِلَى مَعْصِيَتِهِ .
[ ص: 990 ]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ) .
* قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فَإِذَا أَسْلَمَ الْكَافِرُ ، وَقَدْ تَرَكَ الصَّلَاةَ ، وَسَائِرَ الْفَرَائِضِ فِي كُفْرِهِ ، ثُمَّ تَابَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَآمَنَ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ قَضَاءُ شَيْءٍ مِمَّا تَرَكَ مِنَ الْفَرَائِضِ ، وَلَمْ يُؤَاخَذْ بِشَيْءٍ مِمَّا ارْتَكَبَ مِنَ الْمَحَارِمِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ ، لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ وَاجِبَةً عَلَيْهِ فِي كُفْرِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ مُؤَاخَذًا بِمَا ضَيَّعَ مِنْهَا ، مُعَاقَبًا عَلَى مَا ارْتَكَبَ مِنَ الْمَحَارِمِ ، لَوْ مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ ، وَالتَّوْبَةِ ، فَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ السَّالِفَةِ ، وَدَفَعَ عَنْهُ قَضَاءَ الْفَرَائِضِ الَّتِي تَرَكَهَا فِي كُفْرِهِ .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) .
[ ص: 991 ]
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهِ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا ) .
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) . يَعْنِي بِالْإِيمَانِ ، وَالتَّوْبَةِ .
دَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ) .
وَجَاءَ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْإِسْلَامُ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ " .