ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1650 - الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي .
ولي القضاء بسر من رأى ، وولاه قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي ، فولي في أيام المتوكل وبعده ، وكان فقيها سخيا ذا مروءة وكرم عظيم ، ولم تزل في بيته إمارة ورياسة ، منهم: عتاب بن أسيد ، ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، وخالد بن أسيد وهو جد [آل ابن] أبي الشوارب .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا [أحمد بن علي] الخطيب قال: أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا ابن عرفة قال: أخبرني من حضر محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وقد ورد عليه كتاب ابنه الحسن بولاية القضاء ، فكتب إليه: وصل إلي كتابك بتوليتك القضاء ، وحاشى لوجهك الحسن يا حسن من النار .
[أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا محمد بن عبد الواحد ، حدثنا] محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع ، قال: دخل إلى مدينة السلام [ ص: 165 ] الحسن بن محمد بن أبي الشوارب قاضي القضاة للمعتمد ، فتوفي بمدينة السلام لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ، وصلى عليه يوسف بن يعقوب .
وذكر ابن جرير الطبري أنه توفي بمكة .
1651 - الحسين بن بحر بن يزيد أبو عبد الله البيروذي .
من نواحي الأهواز ، قدم بغداد ، وحدث عن حجاج بن نصير ، وجبارة بن مغلس ، وغيرهما . روى عنه: ابن صاعد ، وابن أبي داود ، وابن مخلد ، وكان ثقة ، وخرج إلى الغزو فأدركه أجله بملطية ، وتوفي في رمضان هذه السنة .
1652 - الحسين بن نصر بن المعارك ، أبو علي .
سكن مصر ، وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، ونعيم بن حماد ، وكان ثقة ثبتا . وتوفي بمصر في شعبان هذه السنة .
1653 - سليمان بن توبة بن زياد ، أبو داود النهرواني .
سمع يزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وشبابة . روى عنه: ابن مخلد . وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه وكان صدوقا . وقال الدارقطني: ثقة .
توفي بمصر في صفر هذه السنة .
1654 - سليمان بن خلاد ، [أبو خلاد] المؤدب .
[ ص: 166 ]
سكن سر من رأى ، وحدث بها عن يزيد بن هارون ، وشبابة . روى عنه: ابن أبي داود ، وابن مخلد . وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي ، وهو صدوق .
وتوفي بسر من رأى في هذه السنة .
1655 - شعيب بن أيوب بن زريق بن معبد بن شيطا ، أبو بكر الصريفيني .
من أهل واسط . سمع يحيى بن آدم ، وأبا داود الجفري . روى عنه: ابن صاعد ، وابن مخلد ، والمحاملي ، ولي قضاء جنديسابور . قال الدارقطني: هو ثقة .
توفي في هذه السنة .
1656 - طيفور بن عيسى بن سروشان ، أبو يزيد البسطامي .
وكان سروشان مجوسيا فأسلم ، وكان لعيسى ثلاثة أولاد: آدم وهو أكبرهم ، وأبو يزيد أوسطهم ، وعلي أصغرهم ، وكانوا كلهم عبادا زهادا .
أخبرنا أبو بكر العامري ، أخبرنا علي بن أبي صادق ، أخبرنا ابن باكويه قال: سمعت أحمد بن الحسن القومسي قال: سمعت محمد بن عبد الله قال: سمعت العباس بن حمزة يقول: صليت خلف أبي يزيد البسطامي الظهر فلما أراد أن يرفع يديه ليكبر لم يقدر إجلالا لاسم الله [تعالى] وارتعدت فرائصه ، حتى كنت أسمع تقعقع عظامه ، فهالني ذلك .
أخبرنا ابن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي السهلكي قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد القوهي ، حدثنا عيسى بن محمد ، عن أبيه محمد بن عيسى ، حدثنا موسى بن عيسى قال: حدثني أبو عيسى بن آدم ابن أخي أبي يزيد قال: كان أبو يزيد يزجر نفسه فيصيح عليها ويقول: يا مأوى كل سوء ، المرأة إذا حاضت طهرت في ثلاثة أيام وأكثره لعشرة ، وأنت يا نفس قاعدة منذ عشرين وثلاثين سنة بعد ما طهرت ، [ ص: 167 ] فمتى تطهرين؟! إن وقوفك بين يدي الله [عز وجل] طاهر فينبغي أن تكوني طاهرة .
توفي أبو يزيد في هذه السنة ، وله ثلاث وسبعون سنة .
1657 - عبد الله بن الهيثم بن عثمان ، أبو محمد العبدي .
من أهل البصرة ، قدم بغداد ، وحدث بها عن أبي عامر العقدي ، وأبي داود الطيالسي .
روى عنه: البغوي ، والمحاملي . وكان ثقة . توفي بالشام في هذه السنة .
1658 - عبد الرحمن المتطبب .
كان أحمد بن حنبل يثني عليه ، وكان يدخل عليه وعلى بشر .
أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا [أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب قال: أخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمد الخطيب ، حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه [الهمذاني] قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عثمان بن عبدويه ، حدثنا أبي قال: سمعت عبد الرحمن الطبيب -هو طبيب أحمد بن حنبل وبشر الحافي- قال: اعتلا جميعا في مكان واحد . فكنت أدخل إلى بشر فأقول له: كيف تجدك يا أبا نصر؟ قال: فيحمد الله تعالى ، ثم خبرني ، فيقول: أحمد الله إليك ، أجد كذا وكذا . وأدخل على أبي عبد الله فأقول: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ فيقول: بخير . فقلت له يوما: إن أخاك بشرا عليل وأسأله [بحاله] فيخبرني ، فيبدأ بحمد الله تعالى ثم يخبرني . فقال لي: سله عمن أخذ هذا؟ فقلت له: إني أهابه أن أسأله فقال: قل له: قال لك أخوك أبو [ ص: 168 ] عبد الله: عمن أخذت هذا؟ قال: فدخلت عليه فعرفته ما قال . فقال لي: أبو عبد الله لا يريد الشيء إلا بالإسناد: أزهر عن ابن عون ، عن ابن سيرين: إذا حمد الله [تعالى] العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى ، إنما أقول لك: أجد كذا أعرف قدرة الله تعالى في .
قال: فخرجت من عنده [فمضيت إلى أبي عبد الله] فعرفته ما قال .
فكنت بعد ذلك إذا دخلت عليه يقول: أحمد الله إليك ، ثم يذكر ما يجد .
1659 - عثمان بن معبد بن نوح المقرئ .
سمع أبا نعيم الفضل بن دكين . روى عنه: ابن أبي الدنيا ، وابن صاعد ، وكان ثقة .
وتوفي بالجانب الغربي من بغداد في صفر هذه السنة .
1660 - [علي بن] الحسين بن إبراهيم بن الحر ، ويعرف: بابن إشكاب .
سمع إسماعيل ابن علية ، وأبا معاوية . روى عنه: أبو داود ، وابن صاعد ، وكان ثقة صدوقا . توفي في شوال هذه السنة .
1661 - قطن بن إبراهيم ، أبو سعيد القشيري النيسابوري .
[ ص: 169 ]
ولد سنة ثمانين ومائة ، وسمع من عبدان ، وقبيصة ، وغيرهما . روى عنه: أبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، وغيرهما . وكان مسلم بن الحجاج قد كتب عنه فازدحم الناس عليه حتى حدث بحديث إبراهيم بن طهمان: عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما إهاب دبغ فقد طهر" فطالبوه بالأصل فأخرجه ، وقد كتبه على الحاشية فتركه مسلم .
وكان قد سأل محمد بن عقيل عن هذا الحديث فقال ابن عقيل: حدثنا حفص ، عن ابن طهمان ، فخرج هو إلى الناس فقال: حدثنا حفص فاتضع لهذا .
وتوفي قطن في هذه السنة .
1662 - محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحر ، أبو جعفر العامري ، ويعرف بابن إشكاب .
ولد في سنة إحدى وثمانين ومائة ، وسمع أبا النضر وغيره ، وأخرج عنه البخاري في صحيحه ، وكان حافظا صدوقا ثقة من أهل العلم والأمانة .
وتوفي في محرم هذه السنة ، وله ثمانون سنة .
1663 - محمد بن خلف ، أبو بكر المقرئ ، ويعرف بالحدادي .
سمع حسينا الجعفي وغيره .
روى عنه: البخاري في صحيحه . قال الدارقطني: كان فاضلا ثقة . توفي في ربيع الأول هذه السنة .
1664 - محمد بن علي بن محرز ، أبو عبد الله البغدادي .
كان محدثا ثقة فهما وفي أخلاقه زعارة ، حدث بالكثير .
وتوفي بمصر في ربيع الآخر [من هذه السنة] .
[ ص: 170 ]
1665 - محمد السمين .
كان أستاذ الجنيد وله منازلات في التوكل والشوق .
أخبرنا عمر بن ظفر ، أخبرنا جعفر بن أحمد ، أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدثنا الخلدي قال: قال الجنيد: قال لي محمد بن السمين: كنت في وقت من الأوقات أعمل على الشوق ، وكنت أجد من ذلك شيئا أنا به مستقبل ، فخرجت إلى الغزو وهذه الحالة حالتي ، وغزا الناس وغزوت معهم ، وكثر العدو على المسلمين ، وتقاربوا والتقوا ، ولزم المسلمين من ذلك خوف لكثرة الروم .
قال محمد: فرأيت نفسي في ذلك الموطن وقد لحقها روع ، فاشتد ذلك علي ، فجعلت أوبخ نفسي وألومها وأؤنبها وأقول لها: يا كذابة ، قد عين الشوق ، فلما جاء الموطن الذي يؤمل في مثله الخروج اضطربت وتغيرت . فأنا أوبخها إذ وقع علي أن أنزل إلى النهر فأغتسل ، فخلعت ثيابي واتزرت ، ودخلت النهر واغتسلت ، وخرجت وقد اشتدت لي عزيمة لا أدري ما هي ، فخرجت بقوة تلك العزيمة ، ولبست ثيابي ، وأخذت سلاحي ، ودنوت من الصفوف ، وحملت بقوة تلك العزيمة حملة ، وأنا لا أدري كيف أنا ، فمزقت صفوف المسلمين ، وصفوف الروم حتى صرت من ورائهم ، ثم كبرت تكبيرة ، فسمع الروم تكبيرا وظنوا أن كمينا قد خرج عليهم من ورائهم ، فولوا ، وحمل عليهم المسلمون ، فقتل من الروم بسبب تكبيرتي تلك نحو أربعة آلاف ، وجعل الله عز وجل ذلك سبب النصر والفتح .
1666 - محمد بن حماد ، أبو عبد الله الطهراني .
[ ص: 171 ]
رحل في طلب الحديث ، فسمع من عبد الرزاق ، وغيره . وكان له فهم [وهو] منسوب إلى طهران قرية أخرى من قرى [الري ، وثم من ينسب إلى طهران ، وهي قرية أخرى من قرى خراسان إلا أن] طهران الري أشهر من تلك .
توفي ابن حماد بعسقلان في ربيع الأول من هذه السنة .
1667 - مسلم بن الحجاج بن مسلم ، أبو الحسين القشيري النيسابوري .
سمع بنيسابور: يحيى بن يحيى ، وقتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وغيرهم ، وبالري: محمد بن مهران ، وغيره ، وببغداد: أحمد بن حنبل ، وغيره .
وبالبصرة: القعنبي ، وغيره . وبالكوفة عمر بن حفص بن غياث ، وغيره .
وبالمدينة: إسماعيل بن أبي أويس ، وغيره ، وبمكة: سعيد بن منصور ، وغيره .
وبمصر: حرملة بن يحيى ، وغيره .
وكان تام القامة ، أبيض الرأس واللحية ، وكان من كبار العلماء وأوعية العلم ، وله مصنفات كثيرة منها: "المسند الكبير على الرجال" وما نظن أنه سمعه منه أحد ، و"كتاب الجامع الكبير على الأبواب" ، و"كتاب الأسامي والكنى" ، و"كتاب المسند الصحيح" ، وقال: صنفته من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة ، و"كتاب التمييز" ، و"كتاب العلل" ، و"كتاب الوحدان" ، و"كتاب الأفراد" ، و"كتاب الأقران" ، و"كتاب سؤالات أحمد بن حنبل" ، و"كتاب الانتفاع بأهب السباع" ، و"كتاب عمرو بن شعيب بذكر من لم يحتج بحديثه وما أخطأ فيه" . و"كتاب مشايخ مالك بن أنس" ، و"كتاب مشايخ [ ص: 172 ] الثوري" ، و"كتاب مشايخ شعبة" ، و"كتاب ذكر من ليس له إلا راو واحد من رواة الحديث" ، و"كتاب المخضرمين" و"كتاب أولاد الصحابة فمن بعدهم من المحدثين" ، و"كتاب ذكر أوهام المحدثين" ، و"كتاب تفضيل السنن" و"كتاب طبقات التابعين" ، و"كتاب أفراد الشاميين من الحديث" ، و"كتاب المعرفة" .
قدم بغداد مرارا ، فآخر قدومه كان في سنة تسع وخمسين ومائتين .
سمع منه: يحيى بن صاعد ، ومحمد بن مخلد .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن علي المقرئ ، حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أبي يعقوب يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لمسلم مجلس للمذاكرة ، فذكر له حديث لم يعرفه ، فانصرف إلى منزله ، وأوقد السراج ، وقال لمن في الدار: لا يدخلن أحد منكم إلى هذا البيت! فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر ، فقال: قدموها إلي ، فقدموها إليه ، فكان يطلب الحديث ويأكل تمرة تمرة ، فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث .
قال محمد بن عبد الله: أخبرني الثقة من أصحابنا أنه [مات منها] .
توفي مسلم في رجب هذه السنة .
[ ص: 173 ]


