الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 306 ] باب ذكر خلافة المعتضد بالله

واسمه : أحمد بن أبي أحمد الموفق بالله ، واسم أبي أحمد : محمد وقيل : طلحة بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد ، ويكنى : أبا العباس ، وأمه أم ولد [ قال الصولي ] : كان اسمها ضرار ، ثم سميت : تحقين ، وتوفيت قبل خلافته بيسير ، وكان مولده بسر من رأى سنة ثلاث وأربعين ومائتين . وقيل : اثنتين وأربعين ومائتين وكان أسمر ، نحيف الجسم ، معتدل الخلق ، قد وخطه الشيب ، في مقدم لحيته طول ، وفي [ مقدم ] رأسه شامة بيضاء ، وكان نقش خاتمه "حامده أحمد يؤمن بالله الواحد" وكان له من الولد علي المكتفي ، ومحمد القاهر ، وجعفر المقتدر .

بويع المعتضد في صبيحة الإثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ، وهو ابن سبع وثلاثين سنة ، فولى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزارة ، ومحمد بن [ شاه بن ] ميكال الحرس ، وصالحا الحجابة ، ثم وزر له القاسم بن عبيد الله ، وقضاءه إسماعيل بن إسحاق ، ويوسف بن [ يعقوب ] ، وابن أبي الشوارب .

وكان المعتضد من رجالات بني العباس ، [ ومن أكملهم وأكثرهم تجربة ] وكان أمر الخلافة قد ضعف ، وبيوت الأموال فارغة ، ودبر وساس ، فقال ابن المعتز :

[ ص: 307 ]

يا أمير المؤمنين المرجى قد أقر الله فيك العيونا     إذ دعينا لك بيعة حق
فسعينا نحوها مسرعينا     بنفوس أملتك زمانا
سبقت أيدينا طائعينا     أنت أقررت حشا كل نفس
وفرشت الأمن للخائفينا

التالي السابق


الخدمات العلمية