الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 185 ] 1681 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، أبو أحمد الإستراباذي .

كتب عنه جماعة ، وكان شيخا فاضلا ثقة كثير الصلاة والتلاوة .

وتوفي فجأة في الكوفة هذه السنة وكان قد نيف على تسعين .

1682 - محمد بن الحسين ، أبو جعفر البندار .

حدث عن أبي الربيع الزهراني . روى عنه : ابن مخلد .

وتوفي في رمضان هذه السنة .

1683 - محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس ، أبو الفضل الضبي .

حدث عن أبي بكر بن عياش ، ومحمد بن فضيل ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم .

روى عنه : ابن صاعد ، وأبو عمر القاضي ، وابن مخلد ، وغيرهم . وقال ابن عقدة : في أمره نظر . توفي في هذه السنة عن سبع وتسعين سنة .

1684 - محمد بن عبد الله بن ميمون ، أبو بكر البغدادي .

حدث عن الوليد بن مسلم ، وغيره ، وكان ثقة .

وتوفي بالإسكندرية في ربيع الأول من هذه السنة .

1685 - محمد بن محمد ، أبو الحسن المعروف بحبش بن أبي الورد الزاهد .

وهو محمد [ بن محمد ] بن عيسى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أبي [ ص: 186 ] الورد مولى سعيد بن أبي العاص عتاقة ، وإنما سمي حبشا لسمرته ، وجده عيسى هو المعروف بأبي الورد . وكان من صحابة المنصور ، وإليه تنسب سويقة أبي الورد ، ولمحمد أخ أصغر منه : اسمه أحمد ، ويكنى أبا الحسن أيضا ، صحب بشرا وسريا ، وله كلام حسن ، وتوفي قبل أخيه .

فأما حبش فإنه صحب بشر بن الحارث ، وغيره ، وأسند أحاديث عن هاشم بن القاسم وغيره . حدث عنه : البغوي ، وغيره .

وتوفي في رجب هذه السنة ، وقيل : في سنة ثلاث وستين .

أخبرنا عمر بن ظفر ، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج ، أخبرنا عبد العزيز بن علي ، أخبرنا أبو الحسن بن جهضم ، حدثنا أحمد بن علي الحبال ، حدثنا علي بن عبد الحميد قال : سمعت محمد بن أبي الورد يقول : هلاك الناس في حرفين : من اشتغال بنافلة ، وتضييع فريضة ، وعمل بالجوارح بلا مواطأة القلب ، وإنما منعوا الوصول لتضييع الأصول .

1686 - يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور ، أبو يوسف السدوسي بصري .

سمع علي بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وعفان بن مسلم ، وخلقا كثيرا ، وكان ثقة ، وصنف مسندا معللا ، إلا إنه لم يتمه ، وكان فقيها على مذهب مالك ، ولا يختلف الناس في ثقته ، وإنما وقف في القرآن فلم يقل بمخلوق ولا غير مخلوق ، فقال أحمد : هو مبتدع صاحب هوى . [ وتوفي في هذه السنة ] .

أخبرنا القزاز ، أخبرنا [أبو بكر] بن ثابت قال : حدثني الأزهري قال : بلغني أن يعقوب كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبييض [ ص: 187 ] المسند ، ونقله ، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار ، قال : وقيل لي : إن نسخة مسند أبي هريرة شوهدت بمصر فكانت مائتي جزء .

1687 - يحيى بن مسلم بن عبد ربه ، أبو زكريا العابد .

سمع وهب بن جرير ، روى عنه : ابن مخلد ، وكان ثقة زاهدا .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال : أخبرني الأزهري ، حدثنا عبيد الله بن عثمان ، حدثنا ابن مخلد قال : حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الحميد قال : سمعت يحيى بن مسلم يقول : كان في جيراننا فتى يتنسك ، ولزم بشر بن الحارث حتى أنس به . قال : فقال لي الفتى يوما : قال لي بشر بن الحارث : أين تنزل؟ قلت : ذلك الجانب يا أبا نصر ! قال : أين من ذلك الجانب؟ قلت : موضعا يقال له درب البقر . فقال : أين أنت من منزل ذلك العابد يحيى بن مسلم ؟ قلت : يا أبا نصر ، أنا جاره . قال : فاقرأ عليه السلام إذا رأيته . قال يحيى : وكان يجيئني الفتى من عنده بالسلام وأرد إليه السلام . قال يحيى بن مسلم : فعبرت يوما إلى ذاك الجانب في حاجة ، فاستقبلت ابن الحارث كفه لكفه ، فما كلمته ، فلما جاوزني التفت أنظر إليه ، فإذا هو قائم [ ملتفت ] ينظر إلي .

توفي يحيى في جمادى الآخرة من هذه السنة .

[ ص: 188 ] 1688 - يحيى بن محمد بن أعين ابن الوزير ، أبو عبد الرحمن المروزي .

سكن بغداد ، وحدث بها ، عن النضر بن شميل ، وأبي عاصم النبيل . روى عنه : محمد بن مخلد ، وكان ثقة وجده أعين كان وصي عبد الله بن المبارك .

وتوفي يحيى في رمضان هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية