الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

1805 - أحمد بن محمد بن الحجاج ، أبو بكر المروزي صاحب الإمام أحمد .

[ ص: 265 ] كانت أمه مروزية ، وأبوه خوارزميا ، وكان أحمد يقدمه على جميع أصحابه ، ويأنس به ، ويبسط إليه [ إذا بعثه في حاجة ] ويقول له : قل فما قلت فهو على لساني وأنا قلته . وهو الذي تولى إغماض أحمد وغسله ، ونقل عنه مسائل كثيرة .

أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، عن عبد العزيز بن جعفر قال : سمعت الخلال يقول : خرج أبو بكر المروزي إلى العدو ، فشيعه الناس إلى سامراء ، فجعل يردهم ولا يرجعون ، فحزروا ، فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان ، فقيل : يا أبا بكر ! أحمد الله ، فهذا علم قد نشر لك . فبكى ثم قال : ليس هذا العلم لي [ إنما ] هذا علم أحمد بن حنبل .

توفي أبو بكر لست خلون من جمادى الأولى من هذه السنة [ ودفن قريبا من قبر أحمد بن حنبل ] ورئي أحمد بن حنبل في المنام وهو راكب ، فقيل له : إلى أين؟ فقال : إلى شجرة طوبى ، نلحق أبا بكر المروزي .

1806 - أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس ، أبو عبد الله الباهلي البصري ، المعروف : بغلام الخليل .

سكن بغداد ، وحدث عن قرة بن حبيب ، وشيبان بن فروخ ، والشاذكوني ، وغيرهم . وروى عنه : محمد بن مخلد ، وأبو عمرو بن السماك ، وأحمد بن كامل القاضي .

وسئل عنه أبو حاتم الرازي فقال : روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولة ، ولم يكن محله عندي ممن يفتعل الحديث كان رجلا صالحا . [ ص: 266 ]

أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز ، أخبرنا [أحمد بن علي] الخطيب قال : حدثني الحسن بن علي التميمي قال : قرأت على محمد بن الحسين القطان ، عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ قال : قال أبو جعفر بن الشعيري : لما حدث غلام الخليل عن بكر بن عيسى ، عن أبي عوانة [ عن أبي مالك الأشجعي ، عن أبيه ] قلت : يا أبا عبد الله ، هذا الرجل حدث عنه إبراهيم بن عرعرة ، وأحمد بن حنبل ، وهو قديم الوفاة ، ولم تلحقه أنت ولا من في سنك ، ففكر في هذا . قال : ثم خفته فقلت : أحسبك سمعت من رجل يقال له بكر بن عيسى غير بكر بن عيسى هذا . فسكت وافترقنا ، فلما كان من الغد قال : يا أبا جعفر ، علمت أني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة يقال له بكر بن عيسى ، فوجدتهم ستين رجلا .

أخبرنا عبد الرحمن ، أخبرنا ابن ثابت قال : حدثني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ، أخبرنا عبيد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله النهاوندي في مجلس أبي عروبة يقول : قلت لغلام الخليل : هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها . قال : وضعناها لنرقق بها قلوب العامة .

وكان أبو داود السجستاني يكذب غلام خليل ، ويقول : أخشى أن يكون دجال بغداد . وقد عرض علي من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها . قال الدارقطني : غلام خليل متروك . [ ص: 267 ]

أخبرنا [أبو منصور] القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] الخطيب ، أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : سنة خمس وسبعين ومائتين توفي [ أبو عبد الله أحمد بن محمد ] غلام الخليل في رجب ، وحمل في تابوت إلى البصرة وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج النساء والصبيان للصلاة عليه ، ودفن بالبصرة ، وبنيت عليه قبة وكان فصيحا يحفظ علما كثيرا ويقتات الباقلى صرفا .

أخبرنا أبو منصور ، أخبرنا الخطيب ، أخبرنا محمد بن عبد الواحد ، حدثنا محمد بن العباس [قال] : قال أبو الحسين بن المنادي : توفي غلام الخليل في رجب ، وصلي عليه في الدار التي كان ينزلها وحمل في تابوت فأحدر إلى البصرة ، وأكثر من صلى عليه ، إنما صلى على شاطئ دجلة ، وانحدر الناس ركبانا ومشاة ، وفي الزواريق إلى كلواذى ، ودونها ، وأسفل منها ، ودفن بالبصرة .

1807 - إسحاق بن إبراهيم بن هانئ ، أبو يعقوب النيسابوري .

كان له اختصاص بأحمد بن حنبل ، وعنده أقام أحمد مدة [ عند ] اختفائه ، وحدث عنه بقطعة من مسائله ، وكان صالحا . توفي في هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية