5611 - حدثنا فهد بن سليمان ، حدثنا ، حدثنا أبو نعيم عصام بن قدامة ، عن ، عن عكرمة : ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، تخرج فتنبحها كلاب الحوب يقتل عن يمينها وشمالها قتلى كثير ، ثم تنجو بعد ما قد كادت .
[ ص: 266 ] قال : هكذا يقول أهل الحديث في هذا الموضع المذكور نباح الكلاب فيه : الحوب بالرفع ، وأما أهل العربية ، فيقولون جميعا بالفتح ، وينشدون في ذلك أبو جعفر
ما هي إلا شربة بالحوأب فصعدي من بعدها أو صوبي
[ ص: 267 ] فقال قائل : في هذا الحديث ما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقف على أي نسائه تكون ذلك ، وأنتم تروون عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على خلاف ذلك .5612 - وذكر ما قد حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا المقدمي الفضيل بن سليمان النميري ، حدثنا محمد بن أبي يحيى ، عن أبي أسماء ، عن أبي جعفر ، عن : أبي رافع لعلي : إنه سيكون بينك وبين شيء . قال : أنا يا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : أنا من بين أصحابي ؟! قال : نعم ، قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله . قال : لا ، فإذا كان ذلك ، فأبلغها إلى مأمنها عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، هكذا حدثنا هذا الحديث ، فقال فيه عن ابن أبي داود أبي أسماء ، عن أبي جعفر ، عن أبي رافع .
5613 - وكذلك حدثنا ، حدثنا محمد بن علي بن داود ، حدثنا الحسين بن محمد المروزي الفضيل بن سليمان ، حدثنا محمد بن سليمان بن يحيى ، عن أبي أسماء مولى أبي جعفر [ ص: 268 ] ، عن : أبي رافع لعلي : إنه سيكون بينك وبين أمر عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ثم ذكر بقية الحديث .
قال : ففي هذا الحديث : أن الذي يكون ذلك منها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا تضاد شديد . عائشة
فكان جوابنا له في ذلك : أنه لا تضاد في ذلك كما توهم ، ولكنه عندنا - والله أعلم - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه ما رواه عنه مما ذكرنا بعد أن أعلمه الله عز وجل أن من نسائه من يكون ذلك منها من غير أن يكون أعلمه من هي منهن ، ثم أعلمه من هي منهن بعد ذلك ، فخاطب ابن عباس عليا رضي الله عنه بما خاطبه به من ذلك في حديث أبي رافع ، فبان بحمد الله وعونه أن لا تضاد في شيء مما ذكرنا في هذا الباب من هذين الأمرين ، وبالله التوفيق .