الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

ما كان من خلع المستعين نفسه من الخلافة ، وبيعته المعتز على منبري بغداد ومسجدي جانبيها الشرقي والغربي ، يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم ، وأخذ البيعة له بها على من كان بها يومئذ من الجند ، وأشهد عليه بذلك الشهود من بني هاشم ، والقضاة ، والفقهاء ، ونقل [المستعين] من الموضع الذي كان فيه من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل [بالمخرم] هو وعياله وولده وجواريه ، وأخذ منه القضيب والبردة والخاتم ، ومنع من الخروج إلى مكة ، فاختار البصرة ، فقيل [له]: إنها وبية ، فقال: أهي أوبى أو ترك الخلافة؟! وبعث إليه المعتز يسأله النزول عن ثلاث جوار تزوجهن من جواري المتوكل ، فنزل عنهن وجعل أمرهن إليهن .

وفي رجب: خلع المعتز المؤيد أخاه من ولاية العهد .

[ ص: 56 ]

وفي هذه السنة: ولي الحسن بن أبي الشوارب قضاء القضاة ، وكان قد سمي للقضاء جماعة فقدح فيهم ، وقيل هم رافضة قدرية جهمية من أصحاب ابن أبي دؤاد ، فأمر المعتز بطردهم من العسكر وإخراجهم إلى بغداد .

وفيها: قتل المستعين .

وحج بالناس في هذه السنة: محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور من قبل المعتز .

التالي السابق


الخدمات العلمية