الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 416 ] ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين

فمن الحوادث فيها :

ورود الخبر بوقوع الوباء بآذربيجان ، فمات به خلق كثير إلى أن فقد الناس ما يكفنون به الموتى ، وكفنوا في الأكسية والجلود واللبود [ ثم صاروا ] إلى أن لم يجدوا من يدفن الموتى ، فكانوا يتركونهم في الطرق على حالهم .

وفيها : غزا نزار بن محمد عامل الحسن بن علي [ على ] كورة الصائفة ، ففتح حصونا كثيرة للروم ، وأدخل طرسوس مائة علج ونيفا وستين علجا من الشمامسة وصلبانا [ كثيرة ] وأعلاما .

ولاثنتي عشرة خلت من ذي الحجة وردت كتب التجار [ من الرقة ] أن الروم [ قد وافوا في مراكب كثيرة ، وجاء منهم قوم على الظهر إلى ناحية كيسوم ، فاستاقوا من المسلمين أكثر من خمسة عشر ألف إنسان ، ما بين رجل وصبي ، فمضوا بهم وأخذوا فيهم قوما من أهل الذمة . [ ص: 417 ]

وفي هذه السنة : كسفت الشمس ، فظهرت الظلمة ساعات ، ثم هبت وقت العصر ريح بناحية دبيل سوداء إلى ثلث الليل ثم زلزلوا ، وخسف بهم فلم ينج إلا اليسير .

وورد الخبر بأنه [ قد ] مات تحت الهدم في يوم واحد أكثر من ثلاثين ألف إنسان . ودام هذا [ عليهم ] أياما ، فبلغ من هلك خمسون ومائة ألف [ إنسان ] .

وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية