الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 178 ] 566 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الباب الذي استثناه من الأبواب التي كانت إلى مسجده ، فأمر بسدها غير ذلك الباب

3545 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه : سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر .

[ ص: 179 ]

3546 - وحدثنا أبو أمية ، ومحمد بن علي بن داود جميعا ، قالا : حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر ، فإني لو كنت متخذا خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام أفضل .

[ ص: 180 ]

3547 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا علي بن الحسن النسائي ، قال : حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : سدوا هذه الأبواب الشارعة إلا باب أبي بكر ، فإنه ليس من أصحابي أحد أعظم عندي يدا ، ولا أحسن بلاء منه .

3548 - وحدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، قال : حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أيوب بن بشير الأنصاري ، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر ، فإني لا أعلم امرأ أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر .

[ ص: 181 ]

3549 - وحدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، ثم ذكر بإسناده مثله .

3550 - وحدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر ، فإني رأيت على كل باب منها ظلمة .

[ ص: 182 ] قال أبو جعفر : فذكرت هذا الحديث لإبراهيم بن أبي داود ، وقلت له : إن فهدا قد وافقه فيه حسن بن سليمان ، أفسمعته أنت من عبد الله بن صالح ؟ فقال : حدث به في يوم لم أحضره فيه ، ثم حضرته في غده فذكره ورجع عنه .

قال أبو جعفر : ففيما روينا من هذه الأحاديث أن الباب المستثنى منها كان باب أبي بكر ، وقد روي أن الباب المستثنى منها كان باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

3551 - كما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا روح بن أسلم ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لقد أعطي علي بن أبي طالب رضي الله عنه خصالا لأن يكون في خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم . قالوا : وما [ ص: 183 ] هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : تزوج فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحل له فيه ما يحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والراية يوم خيبر .

قال أبو جعفر : وعبد الله بن جعفر الذي عاد إليه هذا الحديث إن يكن هو المخرمي ، فهو ممن يحمد في حديثه ، وإن يكن هو ابن نجيح أبو علي بن المديني ، فإن حديثه ليس كحديث عبد الله بن جعفر المخرمي ، ولكنه ليس بساقط ، قد حدث الناس عنه ، وأحد من حدث عنه ابنه ، وهو إمام أهل الحديث .

ثم نظرنا هل روى هذا الحديث عن سهيل غيره .

3552 - فوجدنا يونس قد حدثنا ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه - ولم يذكر أبا هريرة رضي الله عنه - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا ، لأن أكون أوتيتهن أحب إلي من أن أعطى حمر النعم : جوار النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، والراية يوم خيبر ، والثالثة نسيها سهيل .

3553 - وحدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ، قال : حدثنا زافر بن سليمان ، عن إسرائيل بن يونس ، عن [ ص: 184 ] عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة ، قال : قلت لسعد رضي الله عنه : أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام ؟ قال : شهدت له أربع مناقب ، والخامسة لقد شهدتها ، لأن يكون لي أخراهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، سد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد ، وترك باب علي رضي الله عنه ، فسئل عن ذلك ، فقال : ما أنا سددتها ، وما أنا تركتها ، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام ، فولدت له ، وأعطاه الراية يوم خيبر .

3554 - وحدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا علي - وهو ابن قادم - عن فطر - وهو ابن [ ص: 185 ] خليفة - ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن أبي الرقيم ، عن سعد ، أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ، وما أنا سددتها .

[ ص: 186 ]

3555 - وحدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرني محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني ، قال : حدثنا مسكين بن بكير ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت ، إلا باب علي عليه السلام .

[ ص: 187 ]

3556 - أخبرنا أحمد ، قال : وأخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة - قال : حدثنا يحيى - وهو ابن أبي سليم أبو بلج - قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - غير باب علي عليه السلام ، فكان يدخل في المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ليس له طريق غيره .

3557 - وحدثنا فهد ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : سدوا أبواب المسجد إلا باب علي .

[ ص: 188 ]

3558 - وحدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا الوليد بن صالح النخاس ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، قال : كنت عند ابن عمر ، فسأله رجل عن علي وعثمان رضي الله عنهما ، فقال له : أما علي ، فلا تسألنا عنه ، ولكن انظر إلى منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ; إنه سد أبوابنا في المسجد غير بابه ، وأما عثمان ، فإنه أذنب ذنبا يوم التقى الجمعان عظيما عفا الله عز وجل عنه ، وأذنب ذنبا صغيرا فقتلتموه .

3559 - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي .

[ ص: 189 ]

3560 - وحدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو نعيم قالا : حدثنا هشام بن سعد ، عن عمرو بن أسيد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : كنا نتحدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خير الناس أبو بكر ، ثم عمر رضي الله عنهما ، وقد أعطي علي عليه السلام ثلاث مناقب ، لأن يكون لي إحداهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، فولدت منه ، وأعطاه الراية يوم خيبر ، وسد أبواب المسجد كلها إلا باب علي .

3561 - وحدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم ، قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي . فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب [ ص: 190 ] علي ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت ولا فتحت ، ولكن أمرت بشيء فاتبعته .

قال أبو جعفر : فقال قائل : هذا اضطراب شديد واختلاف بعيد ، فكيف تقبلون هذا ، وتضيفونه بجملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أنه لم يبين لنا في ذلك ما

ادعاه من الاختلاف ، وأنه إنما أتي في ذلك من قلة علمه بسعة اللغة التي كانت العرب يخاطب بعضهم بها بعضا ويفهم بعضهم بها عن بعض مرادهم بما يتخاطبون به منها ، فقد يحتمل أن يكون كان منه ما في كل واحد من هذين الجنسين من هذه الأحاديث في قولين مختلفين ، فكان الأول منهما أمر بسد تلك الأبواب إلا الباب الذي استثناه منها ، إما باب أبي بكر ، وإما باب علي ، ثم أمر بعد ذلك بسد الأبواب التي أمر بسدها بقوله الأول ، ولم يكن منها الباب الذي استثناه منها إلا الباب الذي استثناه ، إما باب أبي بكر ، وإما باب علي [ ص: 191 ] فعاد البابان مستثنيين بالاستثنائين جميعا ، ولم يكن ما أمر به آخرا رجوعا عما كان أمر به أولا ، وعاد ما كان منه في أمريه جميعا باقيا ، فعاد البابان : باب أبي بكر ، وباب علي مستثنيين جميعا ، خارجين من الأبواب التي كان أمر بسدها ، وكان ذلك مما اختص به أبا بكر وعليا ، كما قد اختص غيرهما من أصحابه بما اختصه به .

فمن ذلك ما كان منه مما اختص به عمر من قوله له : قد كان في الأمم محدثون - يعني ملهمين - فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر ، وهذه رتبة لم يطلقها في أحد غير عمر .

ومثل ذلك ما اختص به عثمان ; إذ أخبر باستحياء الملائكة منه ، وذلك مما لم يذكره لغيره .

ومثل ذلك ما كان منه في طلحة بن عبيد الله بإخباره أنه ممن قضى نحبه .

3562 - كما حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، قال : حدثنا إسحاق بن يحيى قال : حدثني موسى بن طلحة ، قال : دخلت على معاوية ، فلما خرجت دعاني ، فقال : يا ابن أخي ، ألا [ ص: 192 ] أضع عندك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى . قال : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : طلحة قضى نحبه .

[ ص: 193 ] قال أبو جعفر : وهذا مما لا نعلمه أطلق في غيره .

ومثل ذلك ما كان منه في الزبير .

3563 - كما حدثنا يونس ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن المنكدر ، [ ص: 194 ] عن جابر رضي الله عنه قال : ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق ، فانتدب الزبير ، ثم ندبهم ، فانتدب الزبير ، ثم ندبهم ، فانتدب الزبير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكل نبي حواري ، وحواري الزبير .

قال يونس : قال سفيان : الحواري : الناصر ، ولا نعلم هذا أطلق في غيره .

ومثل ذلك ما كان منه في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .

3564 - كما حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، قال : سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد يقول : سمعت عليا عليه السلام يقول : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع [ ص: 195 ] لأحد أبويه غير سعد بن مالك ، فإنه جعل يوم أحد يقول : ارم ، فداك أبي وأمي .

ومثل ذلك ما كان منه في سعيد بن زيد في إدخاله إياه في العشرة الذين شهد أنهم في الجنة .

[ ص: 196 ] ومثل ذلك ما روي في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، عن عثمان ، مما نحيط علما أنه لم يقله إلا توقيفا .

3565 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الرحمن بن حميد ، عن أبيه قال : قال المسور : بينا أنا أسير في ركب بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الرحمن قدامي ، عليه خميصة سوداء ، فقال عثمان : من صاحب الخميصة ؟ فقالوا : عبد الرحمن ، فناداني : يا مسور ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الآخرة ، فقد كذب .

3566 - وكما حدثنا إبراهيم ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر - يعني ابنة المسور - أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا له من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار ، فقسم في فقراء بني زهرة وفي أمهات المؤمنين وفي ذي الحاجة من الناس . قال المسور : فدخلت على عائشة رضي الله عنها بنصيبها من ذلك ، فقالت : من أرسل بهذا ؟ قلت : عبد الرحمن . فقالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون [ ص: 197 ] سقى الله عز وجل ابن عوف من سلسبيل الجنة .

وهذا فما علمناه قيل في غيره .

[ ص: 198 ] ومثل ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في أبي عبيدة بن الجراح ، مما قد ذكرناه مما تقدم منا في كتابنا هذا : لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح .

فهذه خصائص كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن اختصه بها من أصحابه رضوان الله عليهم ، وما فوق ذلك مما قد جاء به كتاب الله عز وجل من قول الله عز وجل : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا . وكل من ذكرناه فقد دخل في هذا المعنى ، وبان علوه فوق الناس ، وجلالة منزلته ، وأن لا أحد من الناس ممن لم يكن منه ما كان منه مثله ، ثم قال عز وجل موصولا بذلك : وكلا وعد الله الحسنى . فدخل المفضلون بما ذكرنا في المعنى الأول ، ودخل من سواهم ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعنى الثاني ، فثبت بذلك أن من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعه الفضل على الناس جميعا ، وأن من صحبه يتفاضلون بما كان منهم مما قد ذكرهم الله به في الآية التي تلونا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية