3235 3236 3237 ص: فإن قال قائل : فما معنى قول ابن عباس في حديث عبيد الله بن عبد الله الذي ذكرته عنه في ذلك : "وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله - عليه السلام - " ؟ .
قيل له : معنى ذلك عندنا -والله أعلم- أنهم لم يكونوا علموا قبل ذلك أن للمسافر أن يفطر في السفر كما ليس له أن يفطر في الحضر ، وكان حكم الحضر والسفر في ذلك عندهم سواء ، حتى أحدث لهم رسول الله - عليه السلام - ذلك الفعل الذي أباحه لهم من الإفطار في أسفارهم ، فأخذوا بذلك على أن لهم الإفطار على الإباحة ، ولهم ترك الإفطار .
فهذا معنى حديث ابن عباس هذا ، ويدلك على ذلك ما قد ذكرناه عنه من قوله الذي وصفنا ، وقد ذكرنا عن أنس بن مالك ما يدل على أن معنى ذلك عنده مثل معناه الذي ذكرناه عن ابن عباس .
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يونس ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم -وهو الأحول- قال : "سألت أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن صوم شهر رمضان في السفر ، فقال : الصوم أفضل " .
حدثنا فهد ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا الحسن بن صالح ، عن عاصم ، عن أنس قال : "إن أفطرت فرخصة ، وإن صمت فالصوم أفضل " .
[ ص: 353 ] حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا روح ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت عاصما يحدث ، عن أنس قال : "إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر ، والصوم أفضل " .


