الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3096 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : ثنا عبد الله بن نافع ، قال : ثنا محمد بن صالح ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن عتاب بن أسيد : " أن رسول الله - عليه السلام - أمره أن يخرص العنب زبيبا كما يخرص الرطب " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي المدني ، شيخ أبي زرعة وأبي حاتم والبخاري في غير "الصحيح " ، وثقه يحيى ، وقال النسائي : لا بأس به .

                                                وعبد الله بن نافع الصائغ المدني ، روى له الجماعة ، البخاري في غير "الصحيح " .

                                                ومحمد بن صالح بن دينار التمار المدني . قال أحمد وأبو داود : ثقة . وروى له الأربعة .

                                                وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري .

                                                والحديث أخرجه أبو داود : ثنا عبد العزيز بن السري الناقط ، نا بشر بن منصور ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عتاب بن أسيد : "أمر النبي - عليه السلام - أن يخرص العنب كما يخرص النخل ، وتؤخذ زكاته زبيبا كما تؤخذ صدقة النخل تمرا " .

                                                ثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، ثنا عبد الله بن نافع ، عن محمد بن صالح التمار ، عن ابن شهاب . . . بإسناده ومعناه .

                                                [ ص: 170 ] وأخرجه الترمذي : ثنا أبو عمرو مسلم بن عمرو الحذاء المدائني ، قال : ثنا عبد الله بن نافع الصائغ ، عن محمد بن صالح التمار ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن عتاب بن أسيد : " أن النبي - عليه السلام - كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم " .

                                                وبهذا الإسناد : " أن النبي - عليه السلام - قال في زكاة الكرم : إنها تخرص كما يخرص النخل ، ثم يؤدوا زكاته زبيبا كما يؤدوا زكاة النخل تمرا " .

                                                وأخرجه النسائي وابن ماجه أيضا .

                                                وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب . وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة . وسألت محمدا -يعني البخاري - عن هذا ، فقال : حديث ابن جريج غير محفوظ ، وحديث سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أصح ، انتهى .

                                                وذكر غيره أن هذا الحديث منقطعا . وقال أبو داود : سعيد لم يسمع من عتاب بن أسيد .

                                                قلت : هذا ظاهر جدا فإن عتاب بن أسيد توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصديق - رضي الله عنهما - ، ومولد سعيد بن المسيب في خلافة عمر - رضي الله عنه - سنة خمس عشرة على المشهور ، وقيل : كان مولده بعد ذلك ، والله أعلم .

                                                وقال أبو علي بن السكن : لم يرو هذا الحديث عن رسول الله - عليه السلام - من وجه غير هذا ، وهو من رواية عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح ، عن ابن شهاب ، عن سعيد .

                                                وكذا رواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري ، وخالفهما صالح بن كيسان فرواه عن الزهري ، عن سعيد : "أن النبي - عليه السلام - أمر عتابا "ولم يقل : عن عتاب .

                                                [ ص: 171 ] وسئل أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان -فيما ذكره أبو محمد الرازي - عنه فقالا : هو خطأ . قال أبو حاتم : الصحيح : عن سعيد أن النبي - عليه السلام - ، مرسل ، كذا رواه بعض أصحاب الزهري . وقال أبو زرعة : الصحيح عندي : عن الزهري أن النبي - عليه السلام - ، ولا أعلم أحدا تابع عبد الرحمن بن إسحاق في هذه الرواية .

                                                وزعم الدارقطني أن الواقدي رواه عن عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن المسور بن مخرمة ، عن عتاب قال : " أمر رسول الله - عليه السلام - أن تخرص أعناب ثقيف كخرص النخل ثم تؤدى زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا .

                                                فهذه الرواية سالمة من الانقطاع الذي في الرواية الأولى . وقال أبو بكر بن العربي في "المسالك " : لم يصح حديث سعيد ولا سهل بن أبي حثمة .

                                                قوله : "زبيبا " نصب على التمييز . وقال الخطابي : إنما يخرص من الثمر ما يحيط به البصر بارزا لا يحول دونه حائل ولا يخفى موضعه في خلال ورق الشجر ، والعنب في هذا المعنى كثمر النخل ، فأما سائر الثمار فإنه لا يجري فيها الخرص ; لأن هذا المعنى فيها معدوم .




                                                الخدمات العلمية