الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3358 ص: واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : قلت لأبي أسامة : أحدثكم عمر بن حمزة ، قال : ثنا سالم ، عن ابن عمر قال : قال عمر - رضي الله عنه - " رأيت النبي - عليه السلام - في المنام فرأيته لا ينظرني ، فقلت : يا رسول الله ما شأني ؟ قال : ألست الذي تقبل وأنت صائم ؟ فقلت . والذي بعثك بالحق لا أقبل بعد هذا وأنا صائم ، فأقر به ، ثم قال : نعم " .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي : واحتج هؤلاء القوم أيضا فيما ذهبوا إليه بما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .

                                                [ ص: 486 ] أخرجه عن علي بن شيبة ، عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي -وهو إسحاق بن راهويه شيخ الجماعة ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة روى له الجماعة ، عن عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال يحيى : ضعيف . روى له الجماعة إلا النسائي ، البخاري مستشهدا .

                                                عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - .

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه " : من حديث أبي أسامة ، عن عمر بن حمزة ، نا سالم ، عن أبيه قال : قال عمر - رضي الله عنه - : " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام ، فرأيته لا ينظرني ، فقلت : يا رسول الله ، ما شأني ؟ فالتفت إلي فقال : ألست المقبل وأنت صائم ؟ فوالذي نفسي بيده لا أقبل وأنا صائم امرأة ما بقيت " .

                                                وقال البيهقي : تفرد به عمر بن حمزة ، فإن صح فعمر - رضي الله عنه - كان قويا تحرك القبلة شهوته .

                                                وقال الذهبي : هذا لم يخرجوه ، وضعفه ابن معين وقواه غيره . وروى له مسلم .

                                                وأخرجه ابن حزم في "المحلى " وقال : الشرائع لا تؤخذ بالمنامات سيما وقد أفتى رسول الله - عليه السلام - عمر في اليقظة حيا بإباحة القبلة للصائم ، فمن الباطل أن ينسخ ذلك في المنام ، وكفى من هذا كله أن عمر بن حمزة لا شيء .




                                                الخدمات العلمية