الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3087 3088 3089 3090 ص: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثني عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فيما سقت السماء العشور ، وفيما سقي بالناضح نصف العشور " .

                                                حدثنا ربيع الجيزي ، قال : ثنا أبو الأسود ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض فيما سقت الأنهار والعيون أو كان عثريا يسقى بالسماء العشور ، وفيما سقي بالناضح نصف العشور " .

                                                حدثنا يزيد بن سنان ، قال : ثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : ثنا عبد الله بن وهب ، قال : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، عن رسول الله - عليه السلام - مثله .

                                                [ ص: 158 ] حدثنا يزيد بن سنان ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، عن رسول الله - عليه السلام - مثله .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه أربع طرق :

                                                الأول : إسناده صحيح على شرط الشيخين : عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، عن عمه عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عبد الله . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا هارون بن سعيد الأيلي ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلا : العشر ، وفيما سقي بالسواني أو النضح نصف العشر " .

                                                وأخرجه النسائي وابن ماجه أيضا .

                                                وأخرجه الترمذي ولكن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - نحوه .

                                                قوله : "بالناضح " وهو واحد النواضح ، وهي الإبل التي يستقى عليها .

                                                الثاني : عن ربيع بن سليمان الجيزي ، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار ، عن عبد الله بن لهيعة فيه مقال ، عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - .

                                                وأخرجه الدارقطني : ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا يزيد بن سنان ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا ابن لهيعة ، أخبرني يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن [ ص: 159 ] عبد الله ، عن أبيه : "أن رسول الله - عليه السلام - فرض في البعل وما سقت السماء والأنهار والعيون العشر ، وفيما سقي بالنضح نصف العشر " .

                                                الثالث : بإسناد صحيح : عن يزيد بن سنان القزاز ، عن سعيد بن أبي مريم شيخ البخاري ، عن عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه البخاري : ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - قال : "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر ، وما سقي بالنضح نصف العشر " .

                                                الرابع : عن يزيد بن سنان أيضا ، عن سعيد بن أبي مريم ، عن عبد الله بن لهيعة . . . إلى آخره .

                                                ورجاله ثقات ، إلا أن في ابن لهيعة مقالا على أن أحمد وثقه جدا .

                                                قوله : "أو كان عثريا " بفتح العين المهملة والثاء المثلثة وكسر الراء ، وهو من النخيل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة .

                                                وقيل : هو العذي وقيل : ما سقي سيحا ، والأول أشهر ; سمي به كأنه عثر على الماء عثرا بلا عمل من صاحبه ، وهو منسوب إلى العثر -بسكون الثاء- ولكن الحركة من تغييرات النسب .

                                                وقال الجوهري : العثري -بالتحريك- العذي ، وهو الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر ، والعذي : بكسر العين المهملة وسكون الذال المعجمة الزرع الذي لا يسقيه إلا المطر . قاله الجوهري أيضا .




                                                الخدمات العلمية