الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 269 ] 391 - باب بيان مشكل أحكام من كان ... بعد من حمده رسول الله صلى الله عليه وسلم ... في الآثار التي رويناها في الباب الذي تقدم

2472 - حدثنا أحمد بن شعيب قال : أنبأنا محمد بن معاوية بن يزيد بن صالح قال : حدثنا خلف بن خليفة أبو أحمد ، عن عطاء بن السائب ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال : أصبح النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هل من ماء ؟ هل من ماء ؟ هل من شن ؟ فأتي بالشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففرق أصابعه فنبع الماء من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عصا موسى صلى الله عليه وسلم ، فأمر بلالا يهتف بالناس الوضوء ، فلما فرغ وصلى بهم الصبح ، ثم قعد قال : يا أيها الناس من أعجب الخلق إيمانا ؟ قالوا : الملائكة ، قال : وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر ؟ قالوا : النبيون يا رسول الله . قال : كيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء ؟ قالوا : فأصحابك يا رسول الله قال : كيف لا [ ص: 270 ] يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ، ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يخرجون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ، ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني .

2473 - وحدثنا أبو أمية قال : حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي قال : حدثنا يزيد بن ربيعة ، عن زيد بن واقد ، عن بسر بن أبي أرطاة ، [ ص: 271 ] عن عبد الله بن السعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خيار أمتي أولها وآخرها وبين ذلك ثبج أعوج ليسوا من أمتي ولست منهم .

قال أبو جعفر : الثبج الوسط ، فدل ما ذكرنا في هذا الباب أن بعد الذين ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآثار التي رويناها في الباب الذي قبل هذا الباب قوم من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم محمودة مذاهبهم من أهل الرتبة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم فيما رويناه في هذا الباب ، وأخبر أنهم أهلها وجعلهم بذلك إخوانا ، رضوان الله عليهم ، وذلك معقول إذ قد بقي من أمته المهدي الذي قد روي عنه فيه ما سنذكره في بقية كتابنا هذا إن شاء الله ، والعصابة التي تقاتل الدجال قبل نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان بقوله : وتكون بقية المؤمنين بالأردن ، والذين منهم من يختار التمسك بدين الله والبصيرة فيه حتى يقتله الدجال على ذلك لتكذيبه به ، وتصديقه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه . والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية