الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة، وأمها أم سلمة أخبرته أن أم حبيبة ابنة أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: قلت: يا رسول الله انكح أختي، ابنة أبي سفيان.

                                        قالت: فقال لي: "أوتحبين ذلك؟" قالت: فقلت: يا رسول الله نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شركني في خير أختي.

                                        قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ذلك لا يحل لي" .

                                        قالت: فقلت: والله يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة.

                                        فقال: "ابنة أم سلمة؟" فقلت: نعم.

                                        فقال: "والله لو [ ص: 149 ] أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة؛ أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن، ولا أخواتكن"
                                        .

                                        قال عروة: وثويبة مولاة أبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله في النوم بشر حيبة فقال له: ماذا لقيت؟ فقال أبو لهب: لم ألق بعدكم رخاء، غير أني سقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة، وأشار إلى النقير التي بين الإبهام والتي يليها من الأصابع.

                                        رواه البخاري في الصحيح.

                                        وكانت أم أيمن حاضنته حتى كبر.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية