الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب.

                                        (ح) وأنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد قال: أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة: لما ماتت خديجة بنت خويلد جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ألا تزوج؟ قال: "ومن؟" قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا، فقال: "ومن البكر ومن الثيب؟" فقالت: أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك عائشة، وأما الثيب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك، واتبعتك.

                                        قال: "فاذكريهما علي" قالت: فأتيت أم رومان، فقلت: يا أم رومان، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وذاك ماذا؟ قالت: قلت: رسول الله يذكر عائشة، قالت: انتظري فإن أبا بكر آت، قالت: فجاء أبو بكر، فذكرت ذلك له، فقال: أفتصلح له وهي ابنة أخيه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أخوه وهو أخي، وابنته تصلح لي" ، قالت: وقام أبو بكر، فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، والله ما أخلف وعدا قط - يعني أبا بكر - قالت: فأتى أبا بكر [ ص: 412 ] المطعم فقال: ما تقول في أمر هذه الجارية؟ قال: فأقبل على امرأته، فقال لها: ما تقولين يا هذه؟ قال: فأقبلت على أبي بكر، فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصيبه وتدخله في دينك الذي أنت عليه قالت: فأقبل عليه أبو بكر، فقال: ماذا تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع، قالت: فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء، قالت: فقال لها أبو بكر: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فليأت.

                                        قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها.

                                        قالت خولة: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير، قد جلس عن الموسم، قالت: فحييته بتحية أهل الجاهلية، وقلت: أنعم صباحا قال: من أنت؟ قالت: قلت: خولة بنت حكيم، قالت: فرحب بي، وقال: ما شاء الله أن يقول، قالت: قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة قال: كفؤ كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: قلت: تحب ذاك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها.

                                        قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب، وقال بعد أن أسلم: لعمرك، إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة "
                                        لفظ حديث أبي العباس.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية